6th October 2003, 12:23 | #1 |
عضــــو
تاريخ التسجيل: Feb 2003
المشاركات: 19
|
وقفات مع الصالحين ..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
رفع عامر بن ثابت بن الزبير يديه بعد صلاة الفجر ، وقال : يارب أسألك الميتة الحسنة ؟ فقال أبناؤه : ماهي الميتة الحسنة ؟ قال : أن يتوفاني ربي وأنا ساجد .. فحضرته سكرات الموت ، فقبضت روحه وهو في السجدة الأخيرة في صلاة المغرب !! يقول الذهبي : إن عبد الملك بن مروان لما حضرته الوفاة ، قال : أنزلوني من على سريري ، فأنزلوه ، فسمع بجانب القصر غسالا يتغنى .. فقال : ياليتني كنت غسالا ... يا ليتني ما توليت الخلافة ! قال ابن المسيب لما سمع ذلك : الحمد لله الذي جعلهم يفرون إلينا وقت الموت ولا نفر إليهم .. قالوا : إن بعض الصالحين كان نجارا ، فإذا سمع الصلاة وكان رافعا المطرقه ألقاها قبل أن ينزلها وقام إلى الصلاة .. قالوا لأحد الصالحين : هل تتذكر أحدا وأنت في صلاتك ؟؟ قال : والله لو اختلفت الأسنة وراء ظهري ، ما تذكرت إلا الله .. أحد الفنانين رقص على نغمة : أخبروها إذا أتيتم حماها أنني ذبت في الغرام فداها وتراقصت أطراف جعفر على زمجرة : يا حبذا الجنة واقترابها طيبة وبارد شرابهــــا فطارت روح جعفر إلى الجنة ، وأعطاه مولاه جناحين يطير بهما في الجنة حيث يشاء .. حرام بن ملحان ، طعن بالرمح من قفاه ، فأخذ من دم صدره ، ورشّ القاتل وهو يقول : فزت ورب الكعبة .. دخل المهدي – خليفة بني العباس – المسجد ، والعلماء جلوس ، فلما رأوه قاموا ، وقعد بن أبي ذئب ، فقال له : لم لم تقم لي ؟ فقال : كدت أفعل فذكرت : (( يوم يقوم الناس لرب العالمين )) فتركت القيام لذلك اليوم .. فقال الخليفة : اجلس ، فقد أقمت شعر رأسي !! يروى أن بعض بني إسرائيل تاب من ذنب وعبد الله تعالى سنين ثم سأل بعض الأنبياء أن يدعو له بالقبول ، فأوحى الله عز وجل إليه : لو تشفع بأهل السموات والأرض ماقبلته وحلاوة الذنب في قلبه .. قال أبو سعيد الخدري : إنكم لتعملون أشياء هي أدق عندكم من الشعر كنا نعدها في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم من الموبقات .. روي أن عالما من بني إسرائيل كان على بدعة ثم رجع عنها وعمل في الإصلاح دهرا .. فأوحى الله إلى نبي من أنبيائهم .. قل لفلان إن ذنبك لو كان فيما بيني وبينك لغفرته لك ولكن كيف بمن أضللت من عبادي فأدخلتهم النار؟؟ قال الحسن البصري : لو لم يُذنب المؤمن لطار في الهواء .. ولكن الله تعالى قمعه بالذنوب .. وقال أيضا : بين العبد وبين الله حد من المعاصي ، إذا بلغه طبع الله على قلبه فلم يوفق لخير .. وقال : يابن آدم .. خالف موسى الخضر ثلاث مرات ، فقال له : هذا فراق بيني وبينك ، وأنت تخالف الله في اليوم مرات ، ألا تخشى أن يقول لك هذا فراق بيني وبينك ؟؟ قال بعض السلف : ليست اللعنه بسواد في الوجه ، ولا بنقص في المال ، وإنما اللعنه ان لا تخرج من ذنب إلا وقعت في مثله أو أعظم منه .. وفي بعض الآثار : يقول الله عز وجل : إن أدنى ما أصنع بالعبد إذا آثر شهوته على طاعتي ، أن أحرمه لذيذ مناجاتي ... ويقول : أنا ملك الملوك ، قلوب الملوك بيدي ، فمن أطاعني جعلتهم عليه رحمة ، ومن عصاني جعلتهم عليه نقمة ، فلا تشغلوا قلوبكم بسب الملوك ،، ولكن توبوا إليّ أعطفهم عليكم .. وقال أبو سليمان الداراني : ليس أعمال الخلق التي ترضيه ولا تغضبه ، ولكن رضي على قوم فاستعملهم في أعمال الرضا .. وغضب على قوم فاستعملهم بأعمال الغضب .. وقال آخر : ذهب المطيعون بلذيذ العيش في الدنيا والآخرة ، يقول الله عز وجل يوم القيامة : رضيتم بي بدلا من خلقي ، وآثرتموني على شهواتكم ، فاليوم أبشروا بكرامتي ، فوعزتي ما خلقت الجنان إلا من أجلكم .. قال حماد بن زيد : إذا أذنب الرجل أصبح ومذلته في وجهه ... وقال يحيى بن معاذ : إبن آدم .. إحذر الشيطان فإنه عتيق وأنت جديد .. وهو فارغ وأنت مشغول .. وهمته واحده وهي هلاكك وأنت مع همم كثيرة ... وهو يراك وأنت لا تراه ... وأنت تنساه وهو لا ينساك ... وكان عامر بن عبد الله يقول : إلهي خلقت معي عدوي يجري مني مجرى الدم ، وجعلته يراني ولا أراه ، وقلت لي استمسك .. فكيف أستمسك إن لم تمسكني ؟؟ شكا بعض المريدين إلى شيخه كثرة النوم فقال له الشيخ : إن لله تعالى نفحات بالليل والنهار تصيب القلوب المتيقظه ، وتخطيء القلوب النائمة .. فتعرضوا لتلك النفحات فقال له : يا أستاذ ، تركتني لا أنام ليلا ولا نهارا .. وقال أحد السلف : عجبت لمن يحتمي من الطعام والشراب مخافة الداء ، كيف لا يحتمي من الذنوب مخافة النار.. كان أبو الدرداء يقول : لولا ثلاث ما أحببت البقاء في الدنيا ولا ساعة واحدة :الظمأ بالهواجر ، والسجود في ظلام الليل ، ومجالسة أقوام ينفقون أطايب الكلام كما تنفقون أطايب التمر .. وقيل لبعض المجتهدين : لم تعذب هذا الجسد ؟؟ فقال : إنما أريد كرامته .. دخلوا على أحدهم وهو يبكي فسألوه عن بكائه فقال : ماصليت البارحة جماعة وما قرأت وردي ، وما هذا إلا بذنب أحدثته .. قال الحسن : أدركت أقواما وصحبت طوائف ما كانوا يفرحون من الدنيا بشيء أقبل ، ولا يتأسفون على شيء منها أدبر ، وكانت عندهم أهون من هذا التراب كان أحدهم يعيش عمره كله ماله ثوب زائد فيطوى ، ولا جعل بينه وبين الأرض شيئا ، أدركتهم عاملين بكتاب الله تعالى وبسنة نبيهم ، إذا جنهم الليل فقيام على أطرافهم يفترشون وجوههم ، تجري دموعهم على خدودهم ، يناجون ربهم في فكاك رقابهم ، إذا عملوا حسنة فرحوا بها وداموا على شكرها وسألوا الله تعالى أن يقبلها ، وإذا عملوا سيئة حزنوا على فعلها وتابوا إلى الله منها ، وسألوا الله تعالى أن يغفرها لهم ، والله مازالوا كذلك ووالله ماسلموا من الذنوب ولا نجوا إلا بالمغفرة .. ودخل جماعة على عمر بن عبد العزيز في مرض موته يعودونه فإذا فيهم شاب ناحل الجسم فقال له عمر : يافتى ، مالذي بلغ بك ما أرى ؟ فقال : يا أمير المؤمنين أمراض وأسقام .. فقال له عمر : سألتك بالله إلا ما صدقتني ، فقال : يا أمير المؤمنين ، ذقت حلاوة الدنيا فوجدتها مرة فصغرت زهرتها وحلاوتها في عيني ، فكأني أنظر إلى عرش ربي بارزا والناس يسافرون إلى الجنة أو النار ، فأظمأت لذلك نهاري ، وأسهرت له ليلي ، وقليل حقير كل ما أنا فيه في جنب ثواب الله تعالى أو عقابه .. كان داوود الطائي ينادي في الليل : إلهي همك عطّل علي الهموم ، وحال بيني وبين الرقاد ، وشوقي إلى لقائك حال بيني وبين اللذات ، وأنا في سجنك ياكريم .. قال بعض الصالحين : سمعت في جنح الليل صوتا حزينا على ساحل البحر فملت إليه ، فإذا هو رجل واقف يقول : ياقرّة عيني وياسرور قلبي ، ما الذي أسقطني من عينك ؟؟ فطوبى لقلوب ملأتها من خشيتك ، واستولت عليها محبتك ، فخشيتك مانعة لها من ولوج كل مقصد ، خوفا من حلول سخطك ، ومحبتك قاطعة لها عن سبيل كل شهوة غير ذكرك ... قال مالك بن دينار : جاهدوا أنفسكم كما تجاهدون أعداءكم .. كانت أم محمد بن كعب تقول له : يابني لولا أني أعرفك صغيرا طيبا لظننت أنك أحدثت ذنبا موبقا لما أراك تصنع بنفسك بالليل والنهار ، فقال : يا أماه ، وما يؤمني أن يكون قد اطلع الله عليّ وأنا في بعض ذنوبي فمقتني .. وقال : إذهب فلا غفرت لك .. قال أبو مالك لأبي أيوب : إحذر نفسك ، فإني رأيت هموم المؤمنين في الدنيا لا تنقضي ، وأيم الله لئن لم تأت الآخرة للمؤمنين بالسرور لقد اجتمعت عليهم هموم الدنيا والآخرة ، قال فقلت : كيف لاتأتيه الآخرة بالسرور وهو يعمل لله في الدنيا ويدأب ؟ قال : فكيف بالقبول وكيف بالسلامة ؟؟ كم من رجل يرى أنه قد أصلح شأنه ، يجمع عمله يوم القيامة كله فيُضرب به وجهه .. وقال وهب بن منبه : مكتوب في التوراة : شوقناكم فلم تشتاقوا ، وخوفناكم فلم تخافوا ، ونحنا لكم فلم تبكوا ، وإن لله كل يوم مناديا ينادي : أبناء الأربعين زرع قد دنا حصاده ، أبناء الخمسين هلموا إلى الحساب ، أبناء الستين ماذا قدمتم وماذا أخرتم لا عذر لكم ، أبناء السبعين عدوا نفوسكم في الموتى ، ليت الخلق لم يُخلقوا ، فإذا خلقوا علموا لماذا خلقوا ، ألا أتتكم الساعة ، ألا خذوا حذركم .. عوتب بعض الصالحين في كثرة بكائه فقال : والله لأبكين ثم لأبكين ، فإن أدركت بالبكاء خيرا فمن فضل الله ، وإن تكن الأخرى فما بكائي في جنب ما ألقى ؟؟ وعوتب آخر فقال : إن حزن القيامة أورثني دموعا غزارا فأنا أستريح بذرفها .. وكان الحسن يبكي ليلا ونهارا ويقول : أخاف أن يطرحني في النار ولا يبالي !! وكان محمد بن المنكدر كثير البكاء فسئل عن ذلك فقال : آيه في القرآن أبكتني وهي قوله تعالى : (( وبدا لهم من الله مالم يكونوا يحتسبون )) .. كان بعضهم يصلي حتى أقعد ، وكان يصلي قاعدا ويقول : عجبت للخليقة كيف أرادت بك بدلا ؟؟!!! لما رأت أم الربيع بن خيثم كثرة بكائه واجتهاده قالت : يابني لعلك قتلت قتيلا فأنت خائف من ذنوبه ، قال : نعم يا أماه ، قالت : فقل لنا من هو لعلنا نطلب من أهله أن يسامحوك .. فوالله لو رأوا ماتصنع بنفسك لرحموك ، قال : يا أماه إنما هي نفسي قتلتها بتقصيري في حقوق الله تعالى ... قال رجل لبعض الصالحين : إني عاجز عن قيام الليل ، فقال : لا تعص الله بالنهار وقال الفضيل : إذا لم تقدر على الصيام والقيام ، فاعلم أنك محروم بذنوبك .. قال الإمام مالك بن أنس رضي الله عنه : حب الدنيا يخرج حلاوة الإيمان من قلبك وقيل لبعضهم : إن فلانا كان عابدا زاهدا ثم رجع إلى الدنيا ، فقال : لا تعجب ممن رجع ، واعجب ممن يستقيم .. وفي صحف إبراهيم عليه السلام : يادنيا ما أهونك على الأبرار ، الذين تصنّعت لهم وتزيّنت ، إني قذفت في قلوبهم بغضك والصدود عنك ، ما خلقت خلقا أهون علي منك ، كل شأنك صغير ، وإلى الفناء يصير ، إني قضيت عليك يوم خلقتك أن لا تدومي لأحد ولا يدوم لك أحد ، وإن بخل بك صاحبك وشح عليك ،، طوبى للأبرار الذين أطاعوني من قلوبهم على الرضا ، ومن ضميرهم على الصدق والاستقامة ، طوبى لهم مالهم عندي من الجزاء ، إذا وفدوا إلى من قبورهم ، النور يسعى أمامهم ، والملائكة حافون بهم ، حتى أبلغهم ما يرجون من رحمتي قال ابراهيم بن أدهم : قلب المؤمن نقي كالمرآة فلا يأتيه الشيطان بشيء إلا أبصره ، فإن أذنب ذنبا ألقى في قلبه نكتة سوداء ، فإن تاب مُحيت ، وإن عاد إلى المعصية ولم يتب بقيت النكتة حتى يسود القلب فقل ماتنفع فيه الموعظة .. وقال الحسن : الذنب على الذنب يُظلم القلب حتى يسود .. ويقال : القلب كالكف لا يزال يُقبض إصبع بعد إصبع حتى يطبق .. ذكر في ترجمة أحد المحدثين أنه قال لابنه وهو في سكرات الموت : يابني أسألك بالله أن لا تعصي الله في هذا البيت فإني قد ختمت كتاب الله عز وجل فيه أربعة آلاف ختمة .. نسأله تعالى أن يتوب علينا .. وأن يرد ضال المسلمين .. وأن يهدينا إليه هداية عامة مطلقة .. اللهم إنا قد أسلمنا وآمنا وصدّقنا .. اللهم فافتح لنا باب القبول ... اللهم أغثنا بفضلك ومنّك وكرمك .. وثبتنا على صراطك المستقيم .. اللهم آمين ..
__________________
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|