خبير

[عزام]

علوش وابن رشيد >> خبراء القهوة
ابن رشيد وعلوش
كان ابن رشيد أمير حائل مشهور بالكرم ، وله مجلس حافل بالزوار ، ويجتمع لديه جمع من الناس مابين أمراء قبايل ورؤساء عشاير ووجهاء القوم ، وكذلك الشعراء ....
وكان مجلسه مجلس حكام تدار فيه القوة العربية وعلوم الرجال ... وهناك أشخاص مكلفون باعداد القهوة ، وكان فيه شايب كبير لديه خبرة في القهوة وحمسها وأنواع الهيل ، وما يضاف للقهوة من ( مسمار ) وهو العويدي او الزعفران وغير ذلك من أمور القهوة ، وكان صاحب فن في إعداد القهوة وترتيب الدلال ، ودايم قهوته زاهبة ....

وفي يوم من الأيام كان فيه رجال اسمه ( علوش .. . ) في ضيافة بن رشيد من عامة الناس ولكن علوش هذا عنده خبرة ومعرفة دقيقة بالقهوة ، ويعرف وش عيوبها من مجرد ما يشمها او يذوقها ويعرف لو دخل في القهوة أي شي ومعطيه الله سبحانه معرفة عجيبة وسرعة بديهه .... يلقاه يعرف القهوة هي برية والا مهيب برية ، ويعرف حمستها هي محترقة والا نية ، ويعرف اذا هجرت الدلال ( مبطي ما استعملوها ) ويعرف طعم القهوة إذا تغيرت بأي شي .... كن في لسانه ( مختبر الكتروني ) ، يطلع النتيجة على طول .. ... وكان المجلس بعد المغرب مليان من الضيوف وكان علوش جالس في وسط المجلس يعني ( درجة ثانية ) ويوم طلب ابن رشيد القهوة جو اللي يصبون القهوة ، وكانوا يعرفون يصبون القهوة وعندهم ( فن ) في صب القهوة مهوب مثل ( عيال النيدو ) الواحد مايعرف يشيل الدلة ....
صبوا فنجال للأمير وبدو بالضيوف .... ويوم عطوا علوش الفنجال ... وجاء بيشرب شف منه شوي ثم اشتغل الحساس عنده وعلى طول تبين أن في القهوة شي ، ومتغير طعمها بسببه ..... بكل أدب مد يده وكب الفنجال ورى المسندة طبعا مجلسهم ( مهوب سراميك ولا رخام (
ابن رشيد انتبه لعلوش وهو يكب الفنجال : وسأله ليه ياعلوش كبيت الفجال ؟ قهوتنا به شي ؟
قال : ابد ( متادب ) في أول الأمر ... ولزم عليه الأمير ... وقال : لازم تقول وش في القهوة ليه ما شربته .... قال : يالامير القهوة ( صايدة ) ... يعني طايح فيها شي من الحشرات .....
قال : وش هي صايدة ؟ قال صايدة ابو عوف .... وابوعوف حشرة صغيرة اكبر من النملة واصغر من القعرانة
ابن رشيد : سأل : اللي حوله يمين ويسار ... يالربع انت متطعمين في القهوة شيء ..... طبعا عالم تدردب قهوة ..... ولا تدري .... قالوا : ابد الا قهوتك ما ازين منها شي ....
المهم علوش : قال اذا ما صارت القهوة صايدة .. فلكم اللي تبون ....
قال الامير : نادوا راعي القهوة .... نادوا ( راعي المعاميل والقهوة ) ويم جاء شايب يتضوكع مايقوى يمشي من كثر القعود قدام هالمعاميل ..... قال ابن رشيد : يقول علوش ان القهوة صايدة .... ونبيك تجيب الخمرة نشوف هذا صادق والا لا ..... الخمرة ( الدلة الكبيرة اللي تلقم فيها القهوة )
جابوا الخمرة وحطوا شوي ليف وكبوا عليه ( حثل القهوة) علشان ينشخل ... وقعدوا يحركونه الين لقوا ابو عوف : كنه ورقة شاهي يابس ..... يوم انبهر ابن رشيد..... وقال لراعي الضيافة خل علوش يقعد عندنا عشرة ايام .....
صار علوش يقعد في علو المجلس ( منصة ) وصار راهي في جلسته ....وابن رشيد ناوي يختبره ويتاكد من معرفته ..... قال لراعي القهوة .... اذا جاء باكر المغرب حط ورقة ( عرفـج ) في القهوة ( في الدلة اللي تصب منها لعلوش ) ....
ويوم صبوا القهوة قال ابن رشيد ترى الدلال منظفينه عقب ابو عوف ... تطعم بها شيء اليوم ....
قال : ايه .... قهوتكم بها ريحة عرفج ....
ويوم جاء باكر حطوا : كسرة مسواك .... وعرفها ..... وكلما حطوا شي عرفة .... قال ابن رشيد لراعي القهوة : باكر اخلط ( حمسة مستوية وحمسة نية ) ...
وصبوا لعلوش .... قالوا : هاه ياعلوش تطعم بها شيء .... قال : ايه : فيها حمسة محترقة وحمسة نية ....
عرف ابن رشيد ان الرجال داهية وخبير في القهوة ... ولزم عليه يجي لابن رشيد كل شهر ....
وقال احد الشعراء ابياتا في هالقصة اذكر منها :
تستاهل الكيف الحمر يا ابن وايل .............. انت الذي تستاهل الكيف كلـــه
واللي نقدته وســط ديوان حايــل . . . . . . . .لولاك ياعلوش ما احد فطن له

والله أعلم..........