مجالس قبيلة زعب  

 


العودة   مجالس قبيلة زعب > المجالس العامة > المجلس الإسلامي

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 7th May 2007, 15:02   #1
فهد بن سالم
عضو مهم
 
تاريخ التسجيل: Feb 2003
المشاركات: 1,501
الغيرة في الإسلام


لا ينبل الرجل ولا يكرم إلا إن كان يغار على عرضه، فيصونه من التهم والمعايب.

وإن الأمة لا تنبل ولا تكرم ولا تقوى إلا إذا كانت تصون أعراضها من الفساد، وتجنبها طريق الرذائل.

ولايتوقف الأمر عند حد النبل والكرم بل لا يعد الرجل مؤمنا إذا فقد الغيرة على نسائه، ولاتعد الأمة مؤمنة إذا فقدت الغيرة على نسائها.
فالإيمان والغيرة صنوان، كلما زاد الإيمان زادت الغيرة، وكلما نقص نقصت، وإذا انعدم انعدمت.

وإن فقدان الغيرة من علامات النفاق، فلاتجد منافقا إلا وهو عادم للغيرة على أعراض الناس بل وعرضه، ولذا فإن المنافقين دوما يحبون أن تشيع الفاحشة في الأمة، فهم يحبون تبرج المرأة وسفورها واختلاطها بالرجال، يحبون انتشار الزنا والخنا، ويدعون إلى ذلك بتزيين طرائقه، وفتح أبوابه، تارة بالتلميح، وتارة بالتصريح إن استطاعوا، قال تعالى: { إن الذين يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا لهم عذاب أليم في الدنيا والآخرة، والله يعلم وأنتم لاتعلمون}.

تراهم يسعون في هدم الغيرة من قلوب المؤمنين. والدعوة إلى تحرير المرأة من حجابها. وإخراجها من بيتها. وتحريرها من قوامة الرجل عليها. ويدعون إلى اختلاطها بالرجال في التعليم والعمل.. لعلمهم أنها إذا نزعت حجابها، وخرجت من بيتها، وتولت القوامة على نفسها، وخالطت الرجال في التعليم والعمل، فإن ذلك يقتل الغيرة في نفوس الأمة، وإذا ماتت الغيرة في الأمة انتشرت الفواحش والآثام، والظلم والخداع.

فالغيرة تدرأ كل رذيلة وفساد، وإن الرجل الذي يغار هو الحصن الذي ترتع فيه محارمة آمنات مطمئنات، بعيدات عن كل اعتداء آثم، وظلم وخداع كل خبيث متستر بالحب والإخلاص، وصدق ربنا حين يقول: { والله يريد أن يتوب عليكم ويريد الذين يتبعون الشهوات أن تميلوا ميلا عظيما}.

انظروا إلى الكفار ـ والكفر والدياثة صنوان، ولذا قال رسول الله: (لايدخل الجنة ديوث)، أي الذي لايغار على عرضه ـ انظروا كيف لايغارون على أعراضهم.

وليست الغيرة صون العرض من الزنا فحسب، بل صونه كذلك من أن يطلع على محاسنه رجل غريب، أو أن يخلو به، أو أن يحادثه أو أن يمس شيئا من بدنه.. فكل رجل مؤمن غيور: لا يرضى لنسائه أن يظهر منهن شيئا من المحاسن .

ولا يرضى بأن يختلي بهن أحد، لا سائق ولا طبيب ولا ممرض ولا أن يحادثن أحدا إلا لضرورة من وراء حجاب دون لين في الكلام أو تكسر.

وإن الغيرة لا تقف عند صون المرء عرضه فحسب، بل تملي عليه أن يصون أعراض الناس، فلا يمد نظره إليها، ويحفظ لسانه ويده وفرجه من الاعتداء عليها.

وتملي عليه أن لا يرضى أن يعتدى على عرض مسلمة بأي طريقة كان، وهو ينظر أو يسمع.
فالغيرة تحمله على نصرة المظلوم والأخذ على يد الظالم.
والغيرة تحمله على نصح كل امرأة متبرجة سافرة.

فالغيرة إذن: صون الرجل عرضه وعرض غيره من المؤمنين، من كل أنواع الاعتداء.


لما نزل قوله تعالى:{ والذين يرمون المحصنات ثم لم يأتوا بأربعة شهداء فاجلدوهم ثمانين جلدة}، قال سعد بن معاذ: " يا رسول الله! إن وجدت مع امرأتي رجلا أمهله حتى آتي بأربعة؟ والله لأضربنه بالسيف غير مصفح.

فقال النبي صلى الله عليه وسلم: أتعجبون من غيرة سعد؟، لأنا أغير منه، والله أغير مني". (رواه البخاري ) ، ثم نزلت آية الملاعنة بين الزوجين.

لم يكن سعد أغير من رسول الله عليه الصلاة والسلام، الذي تحمل الأذى والمكائد والحصار من أجل إقامة الشرع الذي يكفل للناس كرامتهم، ويضمن لهم العفة والطهر، ويحيي في قلوبهم الغيرة، جاهد بنفسه وأهله وماله، وخرج تاركا أرضه وبلاده، ليقيم دين الغيرة وصون العرض.

وإذا كانت غيرة سعد قد قصرت على زوجه، فإن غيرة رسول الله امتدت إلى الأمة جميعها، فرضي أن يعيش حياة الحرمان والزهد والتعب والجهد، من أجل أن ينعم الناس جميعهم، في حياة مليئة بالأمن والطمأنينة على أموالهم وأعراضهم، فقد كان من أعظم ما يهم المرء في ذلك الحين عرضه، من زوج وبنت وأخت وأم، وكم كان يخاف عليهن من السبي والإذلال والفجور، فجاءت دعوة رسول الله فحفظت وصانت أعراض الناس، فعاش الناس لايخافون إلا الله، وأمنت النساء خديعة وظلم المجرمين.

أليس رسول الله هو أغير الجميع؟.
هذا والله سبحانه أغير من رسول الله، ولأجل ذلك حرم الفواحش ما ظهر منها وما بطن، ومن غيرته سبحانه أنه أرسل الرسل وأيدهم لتدعوا الناس إلى دين العفة والطهر والأخلاق الفاضلة، وتوعد من ارتكب شيئا من المنكرات بالعقوبة في الدنيا والآخرة، قال عليه الصلاة والسلام: ( والله ما من أحد أغير من الله أن يزني عبده أو تزني أمته) رواه البخاري.
وقال عليه الصلاة والسلام: (ما أحد أغير من الله، ومن غيرته حرم الفواحش ما ظهر منها وما بطن).

ولولا غيرة الله على محارم عباده لعاش الناس حياة البهائم.
وإن من غيرته سبحانه أنه أذن لعبده أن يموت دون عرضه، ولو قتل فإنه شهيد، فقال رسول الله : ( من قتل دون عرضه فهو شهيد).



__________________
اصبر لدهر نال منك ـ ـ ـ ـ ـ فهــكذا مضـــت الدهـور

فـرح وحـزن مـــــرة ـ ـ ـ ـ ـ لا الحزن دام ولا السرور

F1F@gawab.com
فهد بن سالم غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 21:35


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir