14th March 2005, 17:24 | #1 |
عضــــو
تاريخ التسجيل: Nov 2004
المشاركات: 80
|
شكر النعمه وحقيقته وعلاماته !!!
الحمد لله رب العالمين والعاقبة للمتقين والصلاة والسلام على الصادق الأمين وعلى آله وصحبه أجمعين . أما بعد
فمن المعلوم أن الله جل وعلا أسبغ علينا نعما كثيرة ، ولم يزل يسبغ على عباده النعم الكثيرة ، وهو المستحق لأن يشكر على جميع النعم . والشكر قيد النعم ، إذا شكرت النعم اتسعت وبارك الله فيها وعظم الانتفاع بها ، ومتى كفرت النعم زالت وربما نزلت العقوبات العاجلة قبل الآجلة . فالنعم أنواع منوعة : نعمة الصحة في البدن والسمع والبصر والعقل وجميع الأعضاء ، وأعظم من ذلك وأكبر : نعمة الدين والثبات عليها والعناية بها والتفقه فيها ، قال تعالى الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلامَ دِينًا فأعظم النعم نعمة الدين ، وقد أرسل الله الرسل وأنزل الكتب حتى أبان لعباده دينه العظيم ووضحه لهم ثم وفقك أيها المسلم وهداك حتى كنت من أهله . فهذه النعمة العظيمة التي يجب أن نشكر الله عليها غاية الشكر . وإنما يعرف قدرها وعظمتها من نظر في حال العالم وما نزل بهم من أنواع الكفر والشرك والضلال وما ظهر بين العالم من أنواع الفساد والانحراف وإيثار العاجلة والزهد في الآجلة . وما انتشر أيضا من أضرار الشيوعية والعلمانية وأفكار الدعاة لهما ، ومعلوم ما تشتمل عليه هذه الأفكار من الكفر بالله وبجميع الأديان والرسالات والكتب المنزلة من السماء . وهكذا ما ابتلي به الكثير من الناس من عبادة أصحاب القبور والأوثان والأصنام وصرف خالص حق الله إلى غيره . وكذلك ما ابتلي به الكثير من البدع والخرافات وأنواع الضلال والمعاصي . وإنما تعرف النعم وعظم شأنها وما لأهلها من الخير عندما يعرف ضدها في هذه الشرور الكثيرة وما لأهلها من العواقب الوخيمة ، فنعمة الإسلام عاقبتها الجنة والكرامة والوصول إلى دار النعيم بجوار الرب الكريم في دار لا يفنى نعيمها ولا يبلى شباب أهلها ولا تزول صحتهم ولا أمنهم بل هم في صحة دائمة وأمن دائم وشباب لا يبلى وخير لا ينفد وجوار للرب الكريم كما قال الله سبحانه وتعالى : إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي مَقَامٍ أَمِينٍ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ يَلْبَسُونَ مِنْ سُنْدُسٍ وَإِسْتَبْرَقٍ مُتَقَابِلِينَ كَذَلِكَ وَزَوَّجْنَاهُمْ بِحُورٍ عِينٍ يَدْعُونَ فِيهَا بِكُلِّ فَاكِهَةٍ آمِنِينَ لا يَذُوقُونَ فِيهَا الْمَوْتَ إِلا الْمَوْتَةَ الْأُولَى وَوَقَاهُمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ فَضْلًا مِنْ رَبِّكَ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ والآيات في هذا المعنى كثيرة . وأما أهل الكفر والضلال فمصيرهم إلى دار الهون . . . إلى عذاب شديد وإلى جحيم وزقوم في دار دائمة لا ينتهي عذابها ولا يموت أهلها ، كما قال الله سبحانه وَالَّذِينَ كَفَرُوا لَهُمْ نَارُ جَهَنَّمَ لا يُقْضَى عَلَيْهِمْ فَيَمُوتُوا وَلا يُخَفَّفُ عَنْهُمْ مِنْ عَذَابِهَا كَذَلِكَ نَجْزِي كُلَّ كَفُورٍ فمن فكر في هذا الأمر وعرف نعمة الله عليه فإن الواجب عليه أن يشكر هذه النعمة بالثبات عليها ، وسؤال الله سبحانه أن يوفقه للاستمرار عليها حتى الموت والحفاظ عليها بطاعة الله وترك معصيته والتعوذ بالله من أسباب الضلال والفتن ومن أسباب زوال النعم . وعليه أيضا شكر النعم الأخرى غير نعمة الإسلام مما يحصل للعبد من الصحة والعافية وغير ذلك من نعم الله عز وجل الكثيرة كالأمن في الوطن والأهل والمال . وقد يكون سوقها إليك أيها العبد من أسباب إسلامك وإيمانك بالله ، وقد يكون ذلك ابتلاء وامتحانا مع كفرك وضلالك . قد تمتحن بوجودك في محل آمن وصحة وعافية ومال كثير ، وأنت مع ذلك منحرف عن الله وعن طاعته فهذا يكون من الابتلاء والامتحان وإقامة الحجة عليك ليزيد في عذابك يوم القيامة إذا مت على هذه الحالة السيئة . |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|