23rd January 2004, 14:59 | #1 |
عضــــو
تاريخ التسجيل: Jan 2003
المشاركات: 211
|
التمني .. وأنواعه للشيخ الدكتور احمد الباتلي الغانمي
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته واسعد الله اوقاتكم بكل خير انقل لكم من احد اعداد مجلة الدعوة القديمة هذه الموضوع القيم للشيخ الدكتور احمد بن عبد الله الباتلي الغانمي..وكلي امل ان نجد فيه المعلومه والمعرفة والعلم الصحيح ولكم الف تحية التمني .. وأنواعه بقلم الدكتور/ أحمد عبد الله الباتلي المسلم بطبعه دائم التطلع للمستقبل، ونفسه تتمنى ما هو أفضل، والسعيد حقاً من ربط أعماله وأقواله بالله عز وجل وجعل غايته الفوز بجنات النعيم ويجدر بكل مسلم أن يكون ما تمناه منضبطاً بضوابط الشرع المطهر ليكون مسترشداً بهدي من تحاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم . ولقد جاءت عن المصطفى صلى الله عليه وسلم أحاديث كثيرة في التمني، فرغبت في جمعها والكلام عنها رواية ودراية. واقتصرت على الأحاديث الصريحة في التمني، والتي فيها لفظ التمني أو المنى أو صدرت بإحدى أدوات التمني.. مثل: لو أو ليت أو لولا ونحوها. أما ما كان بصيغة الدعاء أو السؤال أو الترجي فلم أذكرها في البحث لأن مجال بحثها غير هذا البحث الخاص بالتمني. وحرصت عند ذكر الأحاديث على تخريجهما والحكم علينا، فما كان في الصحيحين أو أحدهما اقتصرت العزو عليهما دون بيان حكمها. وما كان خارج الصحيحـين، فإنـي أقوم بعزوها لمصادرها الأصلية في السنة النبوية ثم أذكر ما وقفت عليه من كلام بعض الأئمة في الحكم على الحديث ودرجته ولا سيما إذا كان من الشواهد في الباب وتقدمته أحاديث صحيحة. أما إن كان الحديث أصلاً في الباب فإني أذكر سنده وأدرس رجاله ثم أتبع ذلك بالحكم عليه. وأحرص على شرح الألفاظ الغريبة والترجمة لغير المشاهير من الصحابة مع تذييل الحديـث ببعض الاستنباطات الفقهية أو الآداب الشرعية المستفادة من كتب الشروح، جمعاً بين الرواية والدراية. أسباب اختيار البحث: 1. أن التمني له أصل في الكتاب والسنة كما سيأتي في ثنايا هذا البحث. 2. حرص السلف- رحمهم الله تعالى- على إفراده بالتصنيف، ومنهم الإمام أبو بكر عبد الله بن محمد بن عبيد بن أبي الدنيا البغدادي ((ت 281 هـ)) ((في كتابه المتمنين)). وجعل الإمام البخاري ((ت 256 هـ)) كتاب ((التمني)) أحد كتب صحيحه، وذكر فيه تسعة عشر حديثاً. 3. أن الإنسان بطبعه دائم التمني، فأحببت ذكر أنواع الأماني وأحكامها ليكون على بينة مما يتمناه. 4. رغبت حث القراء على عدم الاقتصار على الأماني دون بذل الجـهد وفعل الأسباب نحو تحقيقها. وأنه كلما عظمت الأمنية عظمت همة صاحبها كما قال الإمام ابن القيم- رحمه الله-: الرجاء يبعث العامل على الاجتهاد وينشطه ليبذل جهده لما يرجوه من ثواب ربه. فإن من عرف قدر مطلوبه هان عليه ما يبذله فيه. 5. لما رأيت انتشار الأماني الدنيوية بين كثير من الناس أحببت تذكيرهم بالأماني الأخروية التي يؤجرون عليها وتربطهم بالله تعالى وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم . التمني التعريف اللغوي: التمني على وزن تفعل من الأمنية – بضم الهمزة. التعريف الاصطلاحي: قال ابن حجر والعيني التمني إرادة تتعلق بالمستقبل. إطلاقات واستعمالات أخرى للتمني. - ويطلق التمني على التلاوة للقرآن الكريم ومنه قوله تعالى: {إلا إذا تمنى ألقى الشيطان في أمنيته}. قال الأزهري: والتلاوة سميت أمنية لأن تالي القرآن إذا مر بآية رحمة تمناها، وإذا مر بآية عذاب تمنى أن يوقاه. - وقيل المراد به هنا الحديث لما رواه البخاري عن ابن عباس أنه قال في قوله تعالى:{ إلا إذا تمنـى ألقى الشيطان في أمنيته} أي إذا حدث ألقى الشيطان في حديثه، فيبطل الله ما يلقي الشيطان ويحكم آياته ويقال أمنيته قراءته ((إلا أماني)) يقرؤون ولا يكتبون. أهـ. - ويطلق التمني بمعنى الكذب، لأن الكاذب يقدر في نفسه الحديث ثم يقوله. ويقال للأحاديث التي تتمنى: الأماني. وتمنى الحديث اخترعه، ووضـع حديثاً لا أصل له قال أحدهم. والله ما تمنيت هذا الكلام ولا اختلقته. واستدلوا على هذا المعنى بقوله تعالـى: {ومنهم أميون لا يعلمون الكتاب إلا أماني }. فقالوا إلا أماني، أي إلا أكاذيب. ومنه قول عثمان ((رضي الله عنه)) (ما تمنيت منذ أسلمت) أي: ما كذبت. مرادفات التمني الترجي، الأمل، الرغبة، الود، التشهي ، التلذذ . الفروق بين التمني والترجي قيل هما مترادفان. ولكن إذا اجتمعا فبينهما عموم وخصوص، فالترجي إرادة الشيء الممكن، والتمني أعم منه فيشمل الممكن وغير الممكن وقال ابن قيم الجوزية التمني يكون مع الكسل، ولا يسلك بصاحبه طريق الجد والاجتهاد والترجي والرجاء يكون مع بذل الجهد وحسن التوكل والتمني حديث النفس بحصول ذلك مع تعطيل الأسباب الموصلة إليه. قال تعالى:{ إن الذين آمنوا والذين هاجروا وجاهدوا في سبيل الله أولئك يرجون رحمة الله} وقال المناوي التمني مذموم والرجاء محمود؛ لأن التمني يفضي لصاحبه إلى الكسل، بخلاف الرجاء، فإنه تعليق القلب بمحبوب يحصل حالاً. ثم نقل قول الغزالي والرجاء يكون على أصل، والتمني لا يكون على أصل. حكم التمني إنه مباح ما لم يتعلق بمذموم أو منهي عنه شرعاً. قال أبو عبيد القاسم بن سلام وقد جاءت الرخصة في التمني عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله ((إذا تمنى أحدكم فليكثر، فإنما يسأل ربه}، قال الإمام البغوي. هذا فيمن يتمنى شيئاً مباحاً من أمر دنياه وآخرته فليكن فزعه فيه إلى الله عز وجل، ومسألته منه. وإن عظمت أمنيته، قال الله عز وجل: {واسألوا الله من فضله } أ- هـ. ومما يدل على التمني قوله صلى الله عليه وسلم (إذا تمنى أحدكم فلينظر ما يتمنـى، فإنه لا يدري ما يكتب له من أمنيته) أما ما ورد من النهي عن التمني فـي قوله تعالى:{ولا تتمنوا ما فضل الله به بعضكم على بعض }. فهو محمول على التمني المنهي عنه بتمني زوال نعمة الغير وهو الحسد. وسيأتي لهذا مزيد تفصيل في (الأماني المنهي عنها). موضع التمني هو القلب: ويدل عليه حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال (على كل نفس من بني آدم كتب حظه من الزنى أدرك ذلك لا محالة. فالعين زناها النظر، والآذان زناها الاستماع، واليد زناها البطش، والرجل زناها المشي، واللسان زناه الكلام، والقلب يهوى ويتمنى والفرج يصدق ذلك ويكذبه). ومعنى الحديث: أن القلب يهوى وقوع ما تحبه النفس من الشهوة كتمني حصول الزنى، ونحوه، مما يحرم شرعاً. أنواع الأماني أكثر العلماء على أن الأماني قسمان أماني محمودة ومذمومة ومنهم من زاد نوعاً ثالثاً كالإمام ابن الجوزي فإنه لما ذكر وجوه الأماني قال أحدها أن يتمنى الإنسان أن يحصل له مال غيره،، ويزول عن الغير فهذا: الحسد. والثاني: أن يتمنى مثل ما لغيره، ولا يحب زواله عن الغير، فهذا هو الغبطة، والثالث: أن تتمنى المرأة أن تكون رجلا، ونحو هذا مما لا يقع، فليعلم العبد أن الله أعلم بالمصالح، فليرض بقضاء الله، ولتكن أمانيه الزيادة من عمل الآخرة)). وهذا النوع يعد من الأماني المستحيل وقوعها، والذي سأسير عليه في هذا البحث هو تقسيم الأماني إلى ثلاثة أنواع. 1- الأمانـي المستحبة.2- الأماني المباحة. 3- الأماني المنهي عنها. الأماني المستحبة 1. قال الإمام البخاري باب تمني القرآن والعلم: ثم ساق بسنده عن أبي هريرة – رضي الله عنه – قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لا حسد إلا في اثنتين رجل آتاه الله القرآن. فهو يتلوه آناء الليل والنهار، يقول لو أوتيت مثل ما أوتي هذا لفعلت كما يفعل. ورجل آتاه الله مالاً ينفقه في حقه فيقول. لو أوتيت مثل ما أوتي هذا لفعلت كما يفعل) فقوله ((لا حسد)) هنا بمعنى الغبطة أو الحسد المحمود الذي لا يتمنى زوال نعمة غيره، بل يتمنى مثلها. 2. وقال الإمام البخاري باب تمني الخير: ثم ساق بسنده عن أبي هريرة – رضي الله عنه – عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (لو كان عندي أحد ذهباً لأحببت ألا يأتي علي ثلاث وعندي منه دينار، ليس شيء أرصده في دين علي أجد من يقبله} فتمني الرسول صلى الله عليه وسلم للذهب لينفقه في سبيل الله، ويدخر بعضه ليوفي ما عليه من دين إبراء للذمة من حقوق العباد عليه في الديون. 3. وقال الإمام البخاري باب تمني الشهادة: ثم ساق بسنده عن أبي هريرة – رضي الله عنه – قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول (والذي نفسي بيده لولا أن رجالاً من المؤمنين لا تطيب نفوسهم أن يتخلفوا عني، ولا أجد ما أحملهم عليه، ما تخلفت عن سرية تغدو في سبيل الله، والذي نفسي بيده لوددت أني أقتل في سبيل الله ثم أحيا ثم أقتل ثم أحيا، ثم أقتل) قال الإمام النووي. وفيه تمني الشهادة والخير، وتمني ما لا يمكن في العادة من الخيرات، وقال الحافظ بن حجر وفيه جواز قول وددت حصول كذا من الخير، وإن علم أنه لا يحصل، وإن تمني الشهادة والقصد لها مرغب فيه مطلوب، وفي الباب أحاديث صريحة في ذلك، منها عن أنس مرفوعاً (من طلب الشهادة صادقاً أعطيها ولو لم يصبها) رواه مسلم. وقال الشيخ عبد الرحمن بن سعدي رحمه الله عن تفسيره لقوله تعالى {ولقد كنتم تمنون الموت من قبل أن تلقوه. فقد رأيتموه وأنتم تنظرون} وذلك في الصحابة الذين فاتتهم غزوة بدر، وكانوا يتمنون أن يحضروا مشهد، يبذلون فيه الجهد ويستشهدوا في سبيل الله. وفـي هذه الآية دليل على أنه لا يكره تمني الشهادة، ووجه الدلالة أن الله أقرهم على أمنيتهم ولم ينكر. وإنما أنكر عليهم عدم العمل بمقتضاها. أ. هـ تبع |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|