4th January 2004, 14:38 | #6 |
عضــــو نشيــط
تاريخ التسجيل: Oct 2003
المشاركات: 200
|
تعميما للفائدة أنقل هذا الموضوع الذي وصلني قبل قليل من بريدي الإلكتروني.
تعليق مهم حول موقف شيخ الأزهر وتأييده للحكومة الفرنسية في حظر ارتداء الحجاب حرره الأخ الفاضل خالد بن عبد الرحمن الشايع وفقه الله #### بسم الله الرحمن الرحيم ــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــ ــــــــــ تعليقاً على موقف شيخ الأزهر من حجاب الفرنسيات تمنى المسلمون أن يكون سماحته نصيراً لأخواتنا ومطالباً بحقوق المسلمين في الغرب حرره المستشار الشرعي : خالد بن عبد الرحمن الشايع ـ الرياض ــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــ ـــــــــــ الحمد لله وحده ، وصلى الله وسلم على نبينا محمد ، وعلى آله وصحبه ، أما بعد : فقد تناقلت وسائل الإعلام ما صرح به سماحة الشيخ سيد طنطاوي شيخ الأزهر ، وفقنا الله وإياه ، وذلك فيما يتعلق بحظر الحكومة الفرنسية تغطية المسلمات لرؤوسهن لدى توجههن للمدارس ، وما كان من تصريح سماحته بأن هذا من حق الحكومة الفرنسية حيث قال : ( إذا كانت المرأة المسلمة في غير دولة الإسلام ، كدولة فرنسا مثلاً ، وأراد المسئولون فيها أن يقرروا قوانين تتعارض مع مسألة الحجاب للمرأة المسلمة فهذا حقهم .. هذا حقهم .. هذا حقهم ، وأكرر هذا حقهم الذي لا أستطيع أن أعارض فيه " كما هو منشور بهذه الجريدة ( الحياة العدد 14889 / 31/12/2003 ). والواقع أنني لما اطلعت على كلام سماحة شيخ الأزهر استغربته كثيراً ، خاصةً وأنه شخصيةٌ إسلاميةٌ جليلة ، ولمنصبه ثقله الكبير في العالم أجمع ، وقد التقيت به أكثر من مرة ، ومنها زيارتي له في مكتبه ، في شهر نوفمبر عام 1997 ، حيث شملنا بدماثة أخلاقه وسماحة تعامله ، واستفدنا من وجهة نظره في القضايا التي تم طرحها ، والتي تنم عن علم عميق . ولأجل ذلك كان الاستغراب من التصريح المذكور كبيراً ، خاصةً وأن المسلمات المواطنات في البلاد غير الإسلامية يتطلعن لمن يكون نصيراً لهن في الثبات على الإسلام والاستقامة على تشريعاته ، حتى لا تذوب شخصياتهن في خضم الثقافة الغربية ، وأولى الناس بهذه النصرة هم العلماء. ولا يخفى على سماحة شيخ الأزهر ولا على أهل الإسلام ما يجب من الولاية بين المسلمين ، وخاصة في التثبيت على الدين ، فقد قال الله تعالى : ( والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ) ـ سورة التوبة ـ قال الحافظ ابن كثير رحمه الله : أي يتناصرون ويتعاضدون ، كما جاء في الصحيح : " المؤمن للمؤمن كالبنيان ، يشد بعضه بعضاً " وشبك بين أصابعه . ثم إن مما لا يخفى أيضاً على المتخصصين أن الدستور الفرنسي يكفل لرعايا بلادهم ، بل وللمقيمين فيها حرية الاعتقاد وما يتبعه من مظاهر ، طالما أنه لا يؤثر على حقوق الآخرين ، ولست أرى في تغطية المسلمات لرؤوسهن أي إخلال أو تعد على الآخرين ، بل هو رمز للأخلاق الطاهرة النظيفة التي تتطلع إليها المجتمعات الأوروبية ، بعد أن عانت كثيراً جراء الانحرافات الأخلاقية . وقد كان المؤمل من سماحة شيخ الأزهر أن يستثمر هذه الفرصة للفت نظر الشعوب والحكومات الأوروبية إلى ما ينبغي من فهم مقاصد هذا التشريع ، ودعوتهم لرعاية حقوق المسلمين القاطنين في بلدانهم ، وخاصة أن تلك الحقوق شهدت أنواعاً من الإخلال بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر . ولأهمية هذه المسألة ، وما ينبغي فيها من نصرة أخواتنا المسلمات في تلك البلاد وغيرها ، فقد حررت ما تقدم ، لما أراه من واجب النصرة والبيان على طلبة العلم والعلماء ، وقد روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : " ما من امرئ يخذل امرأً مسلماً في موضع تُنتهك فيه حُرْمَتُهُ ويُنتقَصُ فيه من عرضه ؛ إلا خذله الله في موطن يحب فيه نصرته ، وما من امرئ ينصر مسلماً في موضع ينتقص فيه من عرضه وينتهك من حرمته ؛ إلا نصره الله في موطن يحب نصرته " رواه أحمد وأبو داود وغيرهما من حديث جابر بن عبدالله وأبي طلحة بن سهل الأنصاري رضي الله عنهم . ويجدر التأكيد في هذا المقام أن هذا الاستدراك على سماحة شيخ الأزهر وفقه الله لا يقلل من قدره ، ولا يهون من شأنه ، وأرجو أن يكون هذا التعليق بياناً للحق ، وحفظاً لمكانة سماحة الشيخ . وما أحسن ما قاله إمام العلماء من بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم معاذ بن جبل رضي الله عنه ، فقد نبه إلى هذه المسألة ،فيما رواه أبو داود في باب لزوم السُّنَّة من " سننه " عن عقيل عن بن شهاب أنَّ أبا إدريس الخولاني أخبره أن يزيد بن عميرة ، وكان من أصحاب معاذ بن جبل رضي الله عنه أخبره قال : " وأحذِّرُكم زَيغةَ الحكيم ، فإنَّ الشيطان قد يقول كلمةَ الضلالة على لسان الحكيم ، وقد يقول المنافق كلمة الحق . قال : قلت لمعاذ : ما يدريني رحمك الله أنَّ الحكيم قد يقول كلمة الضلالة ، وأنَّ المنافق قد يقول كلمة الحق ؟. قال : بلى ، اجتنب من كلام الحكيم المُشْتَهِرَاتِ التي يقال لها : ما هذه ؟ ولا يَثْنِيَنَّكَ ذلك عنه ، فإنه لعله أن يراجع ، وتَلَقَّ الحقَّ إذا سمعته ، فإنَّ على الحق نوراً " . وصحح العلامة الألباني رحمه الله إسناده . قال الإمام البيهقي ـ رحمه الله ـ بعد روايته هذا الحديث في " سننه " : فأخبر معاذ بن جبل أنَّ زيغة الحكيم لا تُوجِبُ الإعراض عنه ، ولكن يُترك من قوله ما ليس عليه نور ، فإنَّ على الحق نوراً ، يعني والله أعلم دلالةً من كتاب أو سنة أو إجماع ، أو قياس على بعض هذا. وإني لأدعو كل من يبلغه هذا البيان من إخواننا وأخواتنا المسلمين والمسلمات في البلاد غير الإسلامية إلى ضرورة الاحتياط لدينهم ، وأن يسعوا لإثبات حقوقهم في تلك البلاد عبر القنوات المدنية الرسمية ، وإن استطاعوا أن يهاجروا إلى حيث السلامة لدينهم فهو المتعين ، كما أن عليهم ألا يغتروا بما قد يكون من الهفوات في الفتاوى ، أو الرخص التي لم تبن على قواعد شرعية صحيحة ، كما أني أوصيهم ونفسي بأن يعلموا أن سعادتهم في الدنيا والآخرة متوقفة على مدى تمسكهم بالشرع المطهر ، فقد قال الله تعالى : ( فمن تبع هداي فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون ) ـ سورة البقرة ـ وقال سبحانه : ( فمن اتبع هداي فلا يضل ولا يشقى ) ـ سورة طه ـ قال ابن عباس رضي الله عنهما : لا يضل في الدنيا ، ولا يشقى في الآخرة . وفقنا الله وسائر المسلمين والمسلمات في كل مكان لما يحبه ويرضاه ، وثبتنا على دينه حتى نلقاه ، كما نسأله سبحانه أن يوفق علماء المسلمين لبيان الحق والدعوة إليه ، وأن يوفق ولاة أمور المسلمين لتحكيم شرعه ورفع لواء الدعوة إليه ، إنه سبحانه سميع قريب . وصلى الله وسلم على نبينا محمد . حرر بتاريخ11/11/1424هـ Khalidshaya@hotmail. com
__________________
قال تعالى (( قل إني أخاف إن عصيت ربي عذاب يوم عظيم )) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|