![]() |
|
![]() |
#3 |
عضــــو نشيــط
تاريخ التسجيل: Feb 2003
المشاركات: 233
|
موضوع ممتاز
الاخ بدر السلام عليكم ورحمة الله وبركاته موضوع طيب بارك الله فيك والنقاش فيه اطيب وبلا شك أن هناك شروطا لقبول العمل الصالح يتميز المؤمنون عن غيرهم بخصال ثلاث، هي: 1ـ تقوى الله، التي تسوقهم إلى الطاعة وتحجزهم عن المعصية، وهي روح الايمان. 2ـ الايمان بالآخرة كدار للبقاء، والسعي الجاد والمستمر من اجل اعمارها باعتبارها دار مقر الانسان، فلا يصدهم عن الاستعداد لها والتزود اليها شخص ولا أي شيء. 3ـ الاحساس العميق برقابة الله على اعمالهم، وهذا ما ينمي فيهم روح التقوى والاتقان. مع ذلك يسعى الشيطان (انسيا كان او جنيا) إلى مسخ شخصية المؤمنين بسلبهم هذه الصفات، وجرهم إلى الفسوق والعصيان بأساليبه الخفية كالوساوس، والظاهرة كالدعاية المضللة.. لذلك يوجه الوحي نداءه إلى المؤمنين بلطفه وعظيم منته، لكي يظهر هذا النداء الرباني على ما يلقي الشيطان من نداءاته الخبيثة في القلب، ووساوسه الداعية إلى التمرد والعصيان، والى نسيان الآخرة، فيقول عز من قائل: (يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله). (الحشر/ 18) والتقوى درجة ارفع من الايمان. وفي الآية تحريض إلى كل مؤمن بأن ينمي ايمانه ليصل به إلى درجة التقوى، لأن الانسان بحاجة إلى درجة رفيعة من الايمان ليواجه بها الضغوط والتحديات الشيطانية. اذ حتى المؤمن قد ينحرف عن الصراط المستقيم خشية الطاغوت او الآباء او المجتمع.. ويمكن القول بأن التقوى هي التحصن دون اسباب عذاب الله وسخطه، او الحرمان من رحمته، والتعرض لعقابه؛ تتسع الكلمة للعمل بالواجب والمندوب، وترك المحرم والمكروه. ثم قال ربنا عز وجل في الآية ذاتها: (ولتنظر نفس ما قدمت لغد). بلى؛ ان الشيطان وهوى النفس يدعوان الانسان إلى المزيد من التركيز في حاضر الدنيا، والاسترسال في لذات العيش من دون حدود او قيود. وعلى المؤمنين ان يقاوموا ذلك بالتفكير في مستقبل الآخرة الذي يرتكز على سعيهم في الدنيا. وما على الانسان الذي يريد ان يعرف مستقبله الا مراجعة حساباته، والنظر في اعماله. وضرورة هذه المحاسبة تنطلق من اننا نستطيع التغيير والاستزادة ما دمنا نعيش فرصة الحياة الدنيا، اما بعد الموت فلا تجدينا التوبة شيئا. وما احوج الانسان إلى النقد الذاتي البناء للمستقبل، فانه في عرصة القيامة حيث المحاسبات الحاسمة يحتاج إلى اقل من مثقال الذرة من اعمال الخير. روي عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، انه قال: (تصدقوا ولو بصاع من تمر، ولو ببعض صاع، ولو بقبضة، ولو ببعض قبضة، ولو بتمرة، ولو بشق تمرة، فمن لم يجد فبكلمة طيبة. فان احدكم لاقي الله فيقال له: ألم أفعل بك؟ ألم أفعل بك؟ ألم أجعلك سميعا بصيرا؟ ألم أجعل لك مالا وولدا؟ فيقول: بلى. فيقول الله تبارك وتعالى: فانظر ما قدمت لنفسك. قال: فينظر قدامه وخلفه، وعن يمينه وعن شماله، فلا يجد شيئا يقي به وجهه من النار). (تفسير نور الثقلين، ج5، ص 292) تقبل تحياتي اخوك الراوي
__________________
[ لا يكفي أن تكون في النور لترى .. بل ينبغي أن يكون في النور ما تراه ..!! FLASH=http://shabeeb3.jeeran.com/a2.swf]WIDTH=450 HEIGHT=250[/FLASH] |
![]() |
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|