![]() |
|
![]() |
#5 |
عضو مهم
تاريخ التسجيل: Jan 2003
المشاركات: 2,030
|
( اسد القوقاز )
نتابع معكم سيرة ..... المجاهد خطاب
ترك والديه وإخوته وأهله وهاجر إلى بلاد صار كل من فيها هم إخوته وأهله ، تزوج الإخوة والأخوات ومات الأب الصالح ومازال هو في غربته ؛ إنها غربة المجاهد الذي قدم أغلى ما يملك وكأنها أرخص ما يملك، قدم روحه وأمانيه وأحلامه لله ، لم يرد مالاً ولا حظاً من الدنيا . ويعجب الواحد منا لما يراه ، فجنوده متعلقون به تعلقاً شديداً ، وتزيد غرابتك لما تعلم أنه حازم في تعامله ، ولكن الخطب يهون عليك عندما ترى مزحه معهم ، وترى فيه خفة الظل ، ورحابة النفس وحسن الخلق ، عجيب أنت أيها البطل الأشم ، رأيناك وأنت تقتل العدو بقلب بارد ، رأيناك وأنت تجهز على ملاحدة الروس ، ، ظننا قلبك مملوءاً بالغلظة ومكسواً بالقسوة ، فإذا جئت على معسكر إخوانك انقلب ذلك الأسد الضرغام إلى حمل وديع يحب المزاح ، بسيطا بإخوانه . لقد كانت نفسه تحدثه بالبقاء أو الانصراف عن الشيشان إلى طاجكستان ، ولكنه لما رأى الجهاد بدأت نفسه تراوده في البقاء ، ولكن الموقف الذي هز شعوره ، وحرك عواطفه هو لقاءه مع عجوز طاعنة في السن حيث سألها : ماذا تريدون من قتال الروس ؟ فقالت العجوز له بلغة الواثقة : نريد أن نخرج الروس حتى يرجع إلينا الإسلام ، فسألها هل عندك شيء تقدمينه للجهاد ؟ فقالت وقد اشفقت عليه: ليس عندي سوى هذا الجاكيت ( المعطف ) أجعله في سبيل الله،فجعل خطاب يبكي بشدة وتبتل لحيته بدموعه . لقد كان رحمه الله سلفي العقيدة والمنهج ،ويصرح بذلك أمام الخاصة والعامة ، وله علاقة قوية بشيوخ المجاهدين من أمثال ابن باز وابن عثيمين رحمهم الله تعالى ، وكان يستشيرهم في قضايا الجهاد والعلم والدعوة ، ولهذا لم يعهد على مجموعته الجهادية في الشيشان بدع أو انحرافات أو خرافات ، ورأى رحمه الله أن الشيشان بلد خصبة للدعوة ، فعمل محاضن دعوية لتكوين مجموعات دعوية جهادية على الخط الصحيح ، فأنشأ معهد القوقاز لإعداد الدعاة ، حيث يلزم كل شخص بالانضمام إليه قبل قبوله في الجهاد فيخضع لدورة علمية مكثفة تقارب الشهرين ، ثم ما لبث أن تكاثر الناس عليه يريدون العلم والجهاد حتى وصل عددهم إلى أربعمائة طالب ، جاءوا من التتر وداغستان وطاجكستان وأزوبكستان والأنجوش وغيرهم ، وهذا هو الذي أفزع روسيا ، ثم تطور العمل فأنشأ رحمه الله داراً لتحفيظ القرآن ، ووضع برنامجاً لإعداد الدعاة، وبرنامجاً آخر لإقامة محاضرات في القرى ، ودورة للتعليم الأساسي ، ودورة لرفع مستوى الدعاة ، وكما قال رحمه الله : رأينا أثر هذا العمل على المجاهدين في تضحياتهم وبذلهم. لقد رزقه الله تعالى هذا القائد عقلا واعيا ، وفهماً سليما ، وفكراً حاذقا ، فقد كان يرفض فكرة تدويل القضية الشيشانية ، حيث أخذ دروساً مهمة من الجهاد في البوسنة وكيف أن ثمرة الجهاد دمرت من خلال اتفاق دايتون الأمريكي الظالم ، وكان يرفض أي تدخل للأمم المتحدة في شؤون هذه الجمهورية خاصة وأنه يعلم أن هذه المنظمة أداة طيعة في يد أمريكا ، والتي لا يشك أي مسلم في بغضها وعداوتها للإسلام وأهله ، وقد جعل رحمه الله القيادة العسكرية بيد الشيشانيين مع أنه أكثر رجل مؤهل لها ، والسبب في ذلك أن الشعب الشيشاني عرف بحميته لأرضه وعرقه ، فخشي أن يكون ذلك مدخلا لخلخلة الجهاد من خلال العملاء والخونة الذين يجيدون هذا النوع من المكر ، وقد أحيا الله تعالى بهذا القائد العظيم حب الجهاد والاستقلال في نفوس الشعوب المسلمة في آسيا الوسطى من سيطرة الحكومات الشيوعية العميلة ، وكان يكره المواجهة مع المخالفين ممن ينتسبون إلى الإسلام حتى لا يُنشغل بالمسلمين عن عدوهم المشترك .
__________________
[poem font="Simplified Arabic,4,black,norma l,normal" bkcolor="transparent " bkimage="" border="none,4,gray" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"] قد قالوا اصحاب الحكم وانا بردد ذالمقال = تصرفات اهل الجهل يشقى بها اهل العقول شنار[/poem] |
![]() |
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|