مجالس قبيلة زعب  

 


العودة   مجالس قبيلة زعب > المجالس العامة > المجلس العام

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 9th December 2003, 07:55   #1
البحيري
عضــــو نشيــط
 
تاريخ التسجيل: Oct 2003
المشاركات: 200
لا تكن رقما

ليس ثمة إنسان في هذه الدنيا خلقه الله عبثا وليس ثمة مسلم لا دور له في الحياة فلم يخلقنا الله لنكون أرقاما تزيد في رصيد البشرية وإنما أوجدنا الله تعالى لعبادته والدعوة إليه سبحانه .
وقد يستكثر المرء على نفسه أن يكون فاعلا ومؤثرا لإمكاناته المحدودة وقدراته القاصرة إلا أنه لا بد أن يعلم أنه طاقة عظيمة هائلة فاعلة ومؤثرة في الآخرين إما من خلال أقوالك أ ومن خلال أفعالك بل إن بعض الناس فاعل حتى من خلال شكله وهيئته ومنظره .
إن نقطة الإنطلاق للتأثير في الآخرين والعمل على نشر الخير هي الحرص النابع من القلب على هدايتهم وتغيير أحوالهم فانبعاث الحرص من القلب المخلص وتحرق من أجل هداية الآخرين هو في حد ذاته إيجابية مطلوبة منك وقد كان الحرص على هداية الآخرين كفارا كانو أم فساقا ملازما لرسول الله صلى الله عليه وسلم إذ يقول الله له ( فلا تذهب نفسك عليهم حسرات ) ويقول تعالى ( فلعلك باخع نفسك على آثارهم إن لم يؤمنوا بهذا الحديث أسفا ) ومعنى باخع : قاتل نفسك حسرة وقهرا على هؤلاء .
والسؤال هو : من هم هؤلاء الذين يتحسر عليهم النبي صلى الله عليه وسلم ؟ أو ليس الله قد غفر لأزواجه وأبنائه وأصحابه فمن بقي إذن ليتحسر عليهم ؟ إنهم عموم الناس من الكفار والفساق وقع الهم في نفس رسول الله صلى الله عليه وسلم فتحرك لأجل إنقاذهم .
إنك ايها الحبيب تستطيع أن تقدم الكثير الكثير من أجل خدمة دينك وإعلاء كلمة ربك بدءا يمعالجة نفسك ثم التأثير في بيتك وأهلك ثم عملك ثم عموم المسلمين نعم قد فاوت الله القدرات بين الناس إلا أنه ليس ثمة إنسان ملغي مجرد رقم لا أثر له في واقع هذه الأمة وكما قال صلى الله عليه وسلم ( لا تحقرن من المعروف شيئا ولو أن تلقى أخاك بوجه طليق ) .
إياك واليأس والعزلة عن المجتمع وانتظار النصر الغيبي دون العمل حتى لبس البعض ثوب القنوط والتفجع والحزن على العالم مع إظهار الشكوى والتأوهات وهم قعود لا يحركون ساكنا بحجة أن العالم فسد بفعل تراكمات سابقة وستصلحه أجيال لا حقة .
وقد قال صلى الله عليه وسلم ( إذا قال الرجل هلك الناس فهو أهلكهم ) وتذكر أخي أن طول دعوة نوح وكثرة فساد قومه وقلة أنصاره واتباعه لم تمنعه من الاستمرار .
وما أسهل وأيسر أن يقعد المرء في مقاعد اليائسين السلبيين ويطيل التفجيع والحزن على مآسي المسلمين ويستعيض عن الدعوة وإصلاح الناس ومخالطتهم بالأعتكاف في الصوامع ومحاريب العبادة إلا أن ذلك لن يغير من واقع الأمة شيئا .
فقد يجد المرء لذة العبادة وصفاء القلب في العزلة والأنس بالخلوة والتعبد وطلب العلم والأمن من أذى الخلق إلا أن المؤمن الذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم خير من الذي لا يخالط الناس ولا يصبر على أذاهم .
فتذكر أخي الكريم أن الناس ينتظرون منك العطاء فقد تكون سببا لنجاة قريب أو بعيد من النار وأن من حولك إما لك أو للهوى أو الشيطان وأتباعه وأن المصير إما إلى جنة وإما إلى نار.



منقول
__________________
قال تعالى (( قل إني أخاف إن عصيت ربي عذاب يوم عظيم ))
البحيري غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 16:53


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir