مجالس قبيلة زعب  

 


العودة   مجالس قبيلة زعب > المجالس العامة > المجلس العام

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 27th September 2003, 09:33   #1
ابو شبيب
عضو مبـــــدع
 
الصورة الرمزية ابو شبيب
 
تاريخ التسجيل: Mar 2003
المشاركات: 554
الموســــوعة المُصَّــــغرة في الشيبة المــــوقَّرة



السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
واسعد الرب جميع اوقاتكم بكل الخير والمحبه
مشاركه بسيط احببت ان انقلها لكم لتعم الفائده بإذن الله للجميع

ُروي ا أن أحد الرجال صادق مَلَك الموت، فكان إذا جاءه يسأله الرجل: "أزائراً جئتَ أم قابضا؟ً" فيجيب مَلَك الموت: "جئتُ زائراً"...

وفي يومً قال الرجل لمَلَكِ الموت: "أسألكَ بحق الصداقة أن ترسل لي رسولاً حين يحين أجلي يخبرني بقدومك لقبض روحي" ، فقال المَلَك: "لك ذلك!"

ثم هبط مَلَك الموتِ يوماً على الرجل، فقال له: "لعلك جئت زائراً.." فقال المَلَك: "بل قابضاً" فقال الرجل: "أما سألتك أن ترسل لي رسولاً يخبرني بذلك؟" فقال الملك: "قد فعلت" فقال الرجل: "لم يأتني رسولك!" فأجابه المَلَك: "بل أتاكَ.. إبيضاض شعرك بعد سواده، و تقوس قامتك بعد إستقامتك، و إرتعاش صوتك بعد ثباته، و ضعفك بعد قوّتك، و ذهاب بصرك بعد حدته، و يأسك بعد أملك... طلبت رسولاً واحداً فأرسلت إليك عدة رُسُل، فما بالك تلومني؟!"

إن لِـكِـبر السن علامات كثيرة لكن أولها ظهوراً وأكثرها قلقاً للإنسان هو الشيب. و قد روى لنا القرآن حالة القلق اللتي إعترت نبينا زكريا عليه السلام حين خاطب ربه: "قَالَ رَبِّ إِنِّي وَهَنَ الْعَظْمُ مِنِّي وَاشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَيْبًا وَلَمْ أَكُن بِدُعَائِكَ رَبِّ شَقِيًّا*وَإِنِّي خِفْتُ الْمَوَالِيَ مِن وَرَائِي".

لكن قلق البعض منا لا يشبه قلق زكريا عليه السلام على الموالي، بقدر ما يكون رفضاً للقيود اللتي تفرضها حقيقة تقدم العمر، فتراه يميل إلى مواجهة "الزحف الأبيض" و هزيمته بالصبغ أو بالنتف بدلاً من مواجهة النفس و هزيمة شهواتها لتتلائم مع تلك المرحله الجديدة من العمر

صارت علامات الكبر كـــلها فيك----وأصبحت بين الناس تعرف أبمشاك
ظهرك تحدّب وانحنى من علاويك----واستنكرت منك التواني مطايــــــاك
راح الشباب اللي ابمزحه يسليك----والشيب رحّب بك وهلا أو حيّــــــاك
إلى ان يقول:
شيبك نذير جاك معاد يعفيـــــــك----عن سيء الاخلاق بالكبر ينهــــــاك
وان منتهيت فالندم جاينا ديــــــك----في ساعة معاد ينفع أمنـــــــــــاداك

من شعر أحمد بن عبدالله الدامغ

في مقالي هذا سأحاول أن أوجز الأسباب الفيسيولوجيه لظهور الشيب قبل أن أعرج على الأقوال المختلفة فيه و اللتي تعكس ردات الفعل المختلفه للنفس الإنسانيه

ماهو الشيب

هو تغير لون شعر لإنسان من اللون الطبيعي إلى اللون الأبيض (أو الرمادي). أما سبب هذا التغيير فيُعزى إلى توقف بصيلات الشعر عن تكوين مادة الميلانين (المادة المسئولة عن التلوين). مما يجعل الشعر المتجدد ينمو بلا لون أو بالأحرى بلون مادة الكرياتين (المادة الأساسية التي يتركب منها الشعر و هي مادة لالون لها).

و يعزى تناقص مادة الميلانين إلى أسباب عدة منها:

1- تقدم العمر: فمع مرور الزمن ينتهي العمر الزمني للخلايا الصانعة لمادة الميلانين (مثلها مثل خلايا الجسم الأخرى) و باللتالي تتناقص مادة الميلانين شيئاً فشيئاً على مدى السنين. كما أن الجيوب الهوائية الموجودة بين خلايا قشرة الشعرة نفسها تتزايد مما يسبب أكسدة الميلانين الموجود في خلايا قشرة الشعر. و تبدأ تلك التغييرات الحيويه على الإنسان بين منتصف سن الثلاثين والأربعين ثم تسمتر على مدى العشرين سنة التالية "اللَّهُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن ضَعْفٍ ثُمَّ جَعَلَ مِن بَعْدِ ضَعْفٍ قُوَّةً ثُمَّ جَعَلَ مِن بَعْدِ قُوَّةٍ ضَعْفًا وَشَيْبَةً يَخْلُقُ مَا يَشَاء وَهُوَ الْعَلِيمُ الْقَدِيرُ "

2-الإنفعالات النفسية الشديدة أو المفاجئة مثل الخوف الشديد أو الحزن الشديد أو الإصابة بالهموم والغموم، و من ذلك ما أشار له الله تعالى في ظهور الشيب يوم الفزع الأكبر في قوله "فَكَيْفَ تَتَّقُونَ إِن كَفَرْتُمْ يَوْمًا يَجْعَلُ الْوِلْدَانَ شِيبًا "

3- سوء التغذية ونقص الفيتامينات: حيث أن بعض العناصر الغذائية ضرورية لتكوين مادة الميلانين، ومن أهم هذه العناصر الحديد والنحاس وحمض الفوليك وفيتامين (ب)

4- الأمراض العضوية وما يصاحبها من إختلال وظائف الغدة الدرقية أو إرتفاع درجة حرارة الجسم والهزال أو الالتهابات المستمرز

5- العوامل الوراثية

و الأسباب الأربعة الأخيرة ليست مقيده بتقدم العمر بل تظهر في صغار السن و تُعرَف آنذاك بالشيب المبكر

كيف نتخلص منه (علاجه):
بالنسبة للذين يعانون من الشيب المبكر فإن أفضل وسيلة لهم تكمن في علاج الأسباب التي أدت إلى ظهور الشيب (علاج الغدة الدرقيه أو الإلتهابات أو حتى الاسترخاء والهدوء والراحة النفسية وتجنب القلق والتوتر) كما يُنصح لهم بتناول فيتامين ب المركب يومياً (وهو متوفر في ‏دقيق القمح والعسل الأسود والكبدة وخميرة الخبز) بالإضافة إلى جرعة من حمض بارامينو بنزويك يعيد للشعر لونه الأصلي خلال شهرين.

أما بالنسبة للشيّاب فلا حل سوى صبغ لحاهم و شعر رأسهم أو حتى حواجبهم و رموشهم إن أرادوا

و يجب التنبيه هنا بأن الصبغ باللون الأسود حرام لقوله عليه الصلاة و السلام: "سيكون في آخر الزمان قوم يخضبون بالسواد كحواصل الحمام لا يريحون رائحة الجنة"

وأن أفضل ما يُصبغ به الشيب هو الحناء و الكتم لقوله عليه الصلاو و السلام: "إن أحسن ما غيرتم به الشيب الحناء والكتم" كما أن نتف الشيب من اللحية والرأس منهي عنه حيث قال صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم: "لاَ تَنْتِفُوا الشَّيْبَ ، فَإنَّهُ نُورُ المُسْلِمِ يوْمَ الْقِيامةِ"

(لا عزاء لذوي الشعر الأسود )

هناك صبغات على أرفف الصيدليات و هناك وصفات طبيعيه عند العطارين و هناك خلطات إبتكرتها الحاجة إلى الهروب من هذا الوحش الأبيض نذكر منها:

‏منقوع السمسم‏ و مخلوط الشاي بالملح و نبات المريمية وهو من أفضل الأعشاب الطبيعية التي يتم الاستعانة بها لتغميق لون الشعر (اللي يبغى الوصفات يعلمني)

الشيب في الأمثال والشعر:
إهتم شعراء و أدباء العرب بموضوع الشيب منذ قديم الزمن حتى قال عمرو بن العلاء: "ما بكت العرب شيئاً ما بكت على الشباب، وما بلغت به ما يستحقه"! و أردت أن أعرض أقوالهم هنا من أجل تصوير الإنعكاسات النفسية و نقل التباين في ردود فعل النفس البشرية إزاء حدثٍ ما.
دعوني أبدأ النقل لهذا التباين في سرد طرفة حول المشيب حدثت مع رجل لديه زوجتان الاولى تدعى حانه وهي الكبرى والثانية تدعى مانه وهي الصغرى، فكان عند زيارته لحانة يسمع منها الكثير عن وقار الشيب وجماله وتعيب عليه وجود الشعر الاسود بين بياض لحيته فتجعل منه خاضعاً لطلبها في نتف الشعر الاسود المتبقي في لحيته مدعية ان بياض الشعر وقار وهيبة.. وعندما يحين موعد زيارته لزوجته الصغرى مانة.. تبدأ بالحديث عن شبابه وتعيب عليه وجود الشعر الابيض في لحيته مدعية انه يعطيه اكثر من عمره ويظهره هرماً وهو ما زال شاباً بزعمها.. فيستسلم لقولها وتبدأ في نتف الشيب من لحيته.. وهكذا وجد نفسه فجأة بدون لحيه.. فقال القول المأثور متمرداً شاكياً «بين حانة ومانه ضاعت لحانا»

وفي الأمثال مثل حانة و مانة الكثير. فبين "شايب وعايب" و "الشيبة هيبة" الكثير

و أكثر ما عجبني في الأمثال هو مثل بدوي يقول "ما اكذب من شابّ اتغرّب غير شايب ماتت اجياله" و يقال هذا المثل للكاذب اللذي يظن أن كذبه لن يُكشَف حيث شُبِّه ذلك بحال الرجل كبر السن اللذي مات من في جيله فيروي ما يروي عن تلك الحقبة من الزمان و لا يستطيع أحد تكذيبه

أترككم الآن مع أبياتٍ منتقاة من الشعر في ذلك "النقش الأبيض" فأربطوا أحزمتكم و أستعدوا للتنقل بين "مطبات" التَقبُّل و الرفض و المدح و الذم و الفخر و العار و النصح و الندم

يرحب أبو تمام و يهلي بالشيب قائلاُ:
رأيت الشيب لاح فقلت أهـلاً----وودعت الغواية والشباب
وما إن شبت من كبر ولكن ----رأيت من الأحبة ما أشابا

و يقول إبن الرومي واصفاً:
شعرات في الرأس بيض ودعج ----حل رأسي جيلان روم وزنـج
طار عن هامتي غراب شبـاب ----وعلاه مكانه شـــــاهمرج
حل في صحن هامتي منه لونـا----ن كما حل رقعة شــــطرنج
أيها الشيب لم حللت برأســي----إنما لي عشر وعشر وبنــج

يقول رؤبة بن العجاج مادحاً الشيب و مفضلاً إياه على الشباب:
أيها الشامت المعير بالشيـب----أقلن بالشباب افتـــخارا
قد لبست الشباب غضا جديدا----فوجدت الشباب ثوبا معـارا

يقول أبو العتاهية ناعياً مافات من أيام الشباب:
عريت من الشباب وكان غضـا----كما يعرى من الورق القضيب
و نُحت على الشباب بدمع عيني----فما نفع البكاء ولا النحيــب
الا ليت الشباب يعود يومـــاً----فأخبره بما صنع المشـــيب

و يقول أبوتمام وقد أبدع في الحكمة:
أبدت أسى إذ رأتنى مخلس القصب ----فآل ما كان من عجب إلى عجب
ست وعشرون تدعوني فاتبـــها ----إلى المشيب ولم تظلم ولم تحب
فلا يؤرقك إيماض القتير بــــه ----فإن ذاك أبتسام الـرأي والادب

و يقول البحتري مخاطباً حبيبته:
رأت فلتات الشيب فابتسمت لها ----وقالت نجوم لو طلعن بأسعـد
أعاتِك ما كان الشباب مقربي ----إليك فألحى الشيب إذ كان مبعدي
تزيدين هجراً كلما ازددت لوعة ----طلاباً لأن أردى فها أنــذا ردِ

أما الفرزدق فيفتخر و يمدح الشيب بقوله:
الشيب عنوان المنيــــ ---- ية وهو تاريخ الكبر
وبياض شعرك موت شعـ ---- رك ثم أنت على الأثر
فإذا رأيت الشيـــب عمّ ---- الرأس فالحذر الحذر

و يقول علي بن أبي طالب - كرّم الله وجهه:
إلام تجر أذيال التصـــابي -----وشيبك قد نعى برد الشــباب
بلال الشيب في فوديك نادى ---- بأعلى الصوت حيّ على الذهاب

و أما البحتري فيعتز بشيبه قائلاً:
عيرتني المشيب وهى بدته ----في عذارى بالصد والاجتـناب
لا تريه عارا فما هو بالشب --------ولكنه جلاء الشبـــاب
وبياض البازي اصدق حسنا ----إن تأملت من سواد الغـراب

و يعدِل طريح بن اسمعيل الثقفى في الحكم بين الشيب والشباب بقوله:
والشيب للحكماء من سفه الصبا ----بدل يكون لذي الفضيلة مقنـع
والشيب غاية من تأخر حينــه ----لا يستطيع دفاعه من يــجزع
إن الشباب له لذادة جــــدة ----والشيب منه في المغبة أنــفع
لايبعد الله الشباب فمرحبـــا ----بالشيب حين أوى اليه المضجع

أما ابو الحسن البصري فيحزن على شبابه (و كان العامة في الاندلس يرتدون الابيض بدلاً من الأسود فيمناسبات الحزن) :
اذا كان البياض لباس حـزن----بأندلس فذاك من الصواب
ألم ترني لبست بياض شيبي----لاني قد حزنت على شبابي

وقال بديع الهمزاني مادحاً الشيب:
يامن يعلل نفسه بالبـــاطل----نزل المشيب فمرحبا بالنـازل
ان كان ساءك طالعات بياضه----فلقد كساك بذاك ثوب الفاضـل
لا تبكين على الشباب وفقـده----لكن على الفعل القبيح الحاصل

ويقول الشافعي:
ولذة عيش المرء قبل مشيبه----وقد فنيت نفس تولى شبابـها
إذا اسود جلد المرء وأبيض شعره----تكدر من أيامه مستطابها

و يقول أبو ماضي ناصحاً بعدم الندم على الشباب:
قال الصبا ولى فقلت له ابتسم..... لن يرجع الاسف الصبا المتصرما

و يقول إبن المعتز مفضلاً العمى على الشيبِ:
قالت وقد راعها مشيبي----كنت ابن عم فصرت عمّــا
واستهزأت بي فقلت ايضا----قد كنت بنتا فصرت امّــا
كفى ولا تكثري ملامي----ولا تزيدي العليل ســــمّا
من شاب ابصرنه الغواني----بعين من قد عمى وصـما
لو قيل لي اختر عمى وشيباً----ايهما شئت؟ قلت اعمـى

و ينعى الشاعر إبراهيم سعد العريفي حظه بأسى حين يقول:
القلب زاف ومورقات غصونه----والرأس والعارض كثر فيهن الشيب
بر الزمان وكشرت لي سنونـه----والحظ الاقشر حط فيني عذاريـب

و يقول صالح بن عبدالعزيز بن عبدالله المنقور:
الشيب لو هو ينشكا كان ابشكيــه----وأقول من جوره تعدا الحدودي
قلته وأنا أعرف ما بغى الله يساويه----وما فات مات ومالك الله يعودي

ابو شبيب غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 17:32


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir