مجالس قبيلة زعب  

 


العودة   مجالس قبيلة زعب > المجالس العامة > المجلس العام

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 23rd November 2004, 10:18   #1
سلمي من الحجاز
عضــــو
 
الصورة الرمزية سلمي من الحجاز
 
تاريخ التسجيل: Oct 2004
المشاركات: 72
عزة النفس

قصـــــــــــــــــة من التاريخ

ومن يتوكل على الله فهوحسبه

الأتكال على الله مع العمل والسعي لطلب الرزق أعزللنفس والأرفع للشأن

وكان العرب يرون أن الموت جوعاً خير من الوقوف على الأبواب حتى ولو كانت أبواب الحكام

وكان أحدهم يبيت على الطوى وأهل بيته يتضوعون جوعاً

دون أن يدري جاره بحقيقة حاله

ولقد حفظ لنا التاريخ أسماء رجال لايتهاونون في أنفتهم وشموخهم ولايفرطون في أتكالهم على الله ويطأطئون رؤسهم في سبيل المال

ومن هؤلاء : ( عروة بن أذنيه )
وهوشاعر وفقيه محدث 00 شديد الأنفة عزيز النفس لايقبل الضيم ولا يتغاضى عن الكلمة التي تجرح كبرياءه حتى ولوكانت من باب المداعبة

وهو شديدالأتكال على الله قانع بما كتب له لا طمع ولاجشع ولا إسراف

وكان عروة بالمدينة المنورة يعيش عيشة الكفاف يرى أنما قدر له سوف يأتيه دون الحاجة إلى الوقوف على أبواب الخلفاء

وعندما يلح بعض رفاقه أوأهل بيته بأن يستغل شاعريته ويسعى إلى أبواب الخلفاء لينال الجوائز والهبات 00, يرى ذلك منقصة له واخلالا بتوكله على الله

فيقول :

لقد علمت وما الإسراف من خلقي **** ان الذي هورزقي سوف يأتيني

اســـــــــعى إليه فيـعــنـيني تـطـلـبه **** ولوجلست أتاني لا يعنيني

وان حــظ إمريء غيـري ســــيبلغه **** لابد لابد أن يختاره دوني

لاخــــير في طمـع يـد ني لمنقــصة ****وغيره من كفاف العيش يكفيني

لاأركب الامر تزري بي عواقــــبه **** ولايعاب به عرض ولا ديني

كم من فـقير غني النــفس تـعـرفه **** ومن غني فقير النفس مسكين

وقد سرت هذه الأبيات بسرعة حتى بلغت الخليفة هشام بن عبد الملك فأعجب بها واخذ يرددها لقد أعجبته تلك القناعه المصحوبة بالكرامة 0 وذلك الاتكال على الله الذي يرى فيه الشاعر ما يحفظ ماء وجهه ويبعده عن مواطن الشبهه 00 ويكفيه مؤونة الإرتماء على أعتاب الأخرين طلباً للمال 00 وهو الإنسان الذي يكفيه أقل القليل إلا أن هشاماً ارادأن يختبر مدى صدق هذا الشاعر مع نفسه ومع الآخرين فأضمر في نفسه شيئاً لم يخبر عنه أحد من الناس
مضت سنوات عانا فيها ـ عروة ـ من الفقر والفاقة ماجعله وأهل بيته في مسغبة وبلاء 00وكان يتظاهر بمظاهر النعمة 00 ولا يبدو عليه شيء مما يعاني

يعيش على الطوى دون أن تسمح نفسه بأن يستعين ببعض أقاربه أو قبيلته

وكان الكل ينظر إليه بنظرات مختلفة 00 فبعضهم يُكبر فيه تلك الأنفه وذلك الصمودأما جور الأيام 00والبعض الآخر يرى أن مايفعله عروة بنفسه ما هوإلا عنجهية ومكابرة
وعندما حج هشام أستبشر أهل المدينة عامة فهم يرون أن في مقدمه الخير فهو ولاشك سيوزع الصدقات والهبات وسينالهم الكثير من العطايا والصلات

ويبيت كل منهم ينتظر مقدم الخليفة حالماً بصلاته 00ما عدا واحد لم يهمه الأمر ولم يفكر فيه 00 وكان في نيته أن ينزوي في داره حتى تمر العاصفة إنه ــ عروة بن أذينه ــ إلا أن المعارف والأصدقاء اكثروا الألحاح عليه بأن يكون في أستقبال الخليفة وهو يتمنع 00إلا أنه في النهاية وتحت ضغطهم والحاحهم رضخ لمطالبهم

ولكن الخليفة بعث إليهم رسولا يبلغهم بأنه لن يأتي إلى المدينة ومن يرغب في مقابلته فعليه أن يذهب إلى مكة ويجدها عروة فرصة مناسبة بأن يبقى في بيته إلا أن الأصداق لازالوا يلحون عليه حتى وافق في الذهاب معهم إلى مكة
ويصل الركب إلى مكة وفيه ــ عروة ــ وبعدأن اناخو رواحلهم عمدوا إلى الأغتسال واستبدال ملابسهم ماعدا ــ عروة ــ الذي لايوجدلديه من الملابس سوى التي على جسمه 00فيتجه معهم إلى حيث مجلس الخليفة الذي أحسن أستقبالهم ورحب بهم وكل منهم يقدم نفسه وينتسب حتى جاء دور ــ عروة ــ وعرف الخليفة بنفسه

فقال له هشام :
الست القائل :

لقد علمت وما الإسراف من خلقي **** أن الذي هو رزقي سوف يأتيني

اسعى إليه فيعنيني تطلبه **** ولو جلست أتاني لا يعنيني

قال عروة : نعم يا أمير المؤمنين
فقال هشام:

ما اراك إلا كذبت نفسك واجهدت رحلك 00واتعبت جسمك 00 فهلا قعدت في بيتك عندزوجتك وأولادك حتى يأتيك رزقك الذي زعمت ؟
فكر ــ عروة ــ في قول هشام وكان بوده لو يرد عليه 00إلا أنه في مجلس الخلافة وامام خليفة المسلمين ولايحسن به اللجاج 00لأن عزة النفس أكبر من اللجاج وان المروءة لاتحتمل التفسير لما سبق من القول 00فأطرق براسه حتى انصرف عنه هشام ليحادث غيره فانسل من المجلس لايلوي على شيء إلى حيث رفاقه 00وركب ناقته عائداً إلى داره في المدينة وهو يرى أنه قد طعن في كرامته وجرح في كبريائه 0وأن هشاماً ماقصد إلا إهانته وهوليس على نفسه بالمهين

تفقد ه هشام فلم يره 00سأل عنه فأخبر بالخبر 0 أعجب هشام بتلك الأنفة 00وبذلك الأعتزاز بالنفس والتمسك بصدق القول وعدم المرواغة والإنكار 000إلا انه استاء لذلك الصلف والغرور اللذين جعلاه يخرج من مجلس الخليفة دون أستئذان 00 فأراد أن يؤدبه 00فبعث إليه بجائزة ومال
وقال للرسول :

قل لعروة أردت أن تكذبنا وتصدق نفسك 00فمضى الرسول يجد السير خلفه حتى أدركه وقد نزل على ماء يتناول طعامه 00فسلمه جائزة هشام وابلغه قوله
فقال :

قل هشام لقد صدقني ربي وكذبك وانا ماكذبت نفسي بل صدقتها وهذا من ذاك


منقول الساحات ،،،،،
سلمي من الحجاز غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 16:07


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir