قبل ( الإقلاع ) .. لا تنس الوقود ..!!

[الراوي]

مدخل : أوجه هذه الكلمات لكل قلب غفا في خضم هذه الدنيا الدنية وانغمسم في ملذات وشهوات وعشق نوم على أريحية الكسل واللاعمل ..!!
----------------
* الخبر : سقوط طائرة عربية في محيط ..!!
* التعليق : لا غرابة .. فقد سمعنا من قبل عن سقوط طائرات أمريكية ..وفرنسية .. وبريطانية .. وروسية .. وبكثرة .. !!
* بقية الخبر : ومات جميع من عليها ..!!
* التعليق : أيضاً لا غرابة .. فقد أدركنا أن كل طائرة تسقط تزهق أرواح من عليها .. إلا ذلك الصندوق الأسود .. كاشف الأسرار .. !!
* الأحداث :
كانت الرحلة هادئة ، وكان جميع المسافرين يتبادلون الابتسامات ، كل منهم قد قرر العودة الى حيث يسكن أو يعمل .
انتهت الاجازة وحان وقت العمل ، شحنوا أنفسهم بطاقة معنوية ، وصعدوا الى الطائرة وهم يحلمون بعام حافل بالنشاط والحيوية .
لم يخطر على بال أحدهم أن ملك الموت كان له رأي آخر .. فقد استعد في تلك اللحظات لخطف أرواح الجميع ..!!
وهم في غفلة .. كل منهم قد ابتنى لنفسه جبالاً من أحلام و خطط لمشروعات .. لم يُمهلوا ولو لبرهة .. فقد حان الرحيل الى عالم الحساب والعقاب ..!!
أخي المبارك : دعني أقحمك في تلك الرحلة التعيسة .. فما سيكون حالك ..؟
وكيف هو شعورك لو فقط عايشت هذا الاحساس بخيالك ..؟
بكل تأكيد ستقول : الحمد لله أنني لست معهم ..!!
أحبتي : هل يجب علينا فقط أن ( نحزن ) قليلاً ثم نعاود الابتسامات بعد هنيهات ..؟؟
هل هذه الفاجعة وقبلها فاجعات تأتي عبثاً .. وتمر على أذنيك عبثاً ..؟؟
لا يا أحبة : بل هي ( جرس ) إنذار لمن غط في لهو عميق .. ولمن ركل آخرته بحثاً عن لحظات دنيوية بخسة .. ولمن توج نفسه تابعاً لذلك الملعون الرجيم ..!!
أحبتي : جميل أن تتسامى نفوسنا تعلقاً بربها .. فهذه الكوارث تزيد بعضنا إيماناً ويقيناً و حباً وثقة بالله .. فالله سبحانه لم يقبضنا الا بعد أن جعلنا نرمق بأعيينا العبر والعلامات !!
فهذه نعمة تستحق الشكر .. وياليتنا نبدأ العمل .. قبل أن يأتينا الدور .. فتسلب أرواحنا ونحن مقصرون ..وفي الدنيا غارقون ..!!
لنمزق جميعنا تلك الصفقات التي أبرمناها مع عدونا المشترك .. ولنتجه فوراً الى أقرب ( فرصة ) ولندع أعيينا تخرج تلك الدموع .. فقد اقترب
رحيلنا وتعدى ملك الموت غيرنا الينا .. !!
لنغادر هذه الدار بنفوس مطمئنة .. ولينفخ كل منا روح التوبة في جسده الآثم .. فهذا وايم الله عمل لايؤجل .. !!
ربما خدشت مشاعر بعضكم بكلماتي .. فهي طبيعة
الجراح الذي لابد له من تمزيق الجسد ثم اسئصال
العطب ..!!
أحبتي : دعونا لا ننتظر المفاجآت .. إلا ونحن قد
سرنا على ذلك الطريق الخالي من ( التعرجات )
دعونا نسمو ونعلو .. لا نتقهقر في قعر هذه اللعينة ..!!
تقديري واحترامي للجميع