مجالس قبيلة زعب  

 


العودة   مجالس قبيلة زعب > المجالس العامة > المجلس الإسلامي

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 23rd January 2004, 14:59   #1
admin
عضــــو
 
تاريخ التسجيل: Jan 2003
المشاركات: 211
التمني .. وأنواعه للشيخ الدكتور احمد الباتلي الغانمي

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

واسعد الله اوقاتكم بكل خير

انقل لكم من احد اعداد مجلة الدعوة القديمة هذه الموضوع القيم للشيخ الدكتور احمد بن عبد الله الباتلي الغانمي..وكلي امل ان نجد فيه المعلومه والمعرفة والعلم الصحيح ولكم الف تحية

التمني .. وأنواعه

بقلم الدكتور/ أحمد عبد الله الباتلي
المسلم بطبعه دائم التطلع للمستقبل، ونفسه تتمنى ما هو أفضل، والسعيد حقاً من ربط أعماله وأقواله بالله عز وجل وجعل غايته الفوز بجنات النعيم ويجدر بكل مسلم أن يكون ما تمناه منضبطاً بضوابط الشرع المطهر ليكون مسترشداً بهدي من تحاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم .

ولقد جاءت عن المصطفى صلى الله عليه وسلم أحاديث كثيرة في التمني، فرغبت في جمعها والكلام عنها رواية ودراية.

واقتصرت على الأحاديث الصريحة في التمني، والتي فيها لفظ التمني أو المنى أو صدرت بإحدى أدوات التمني.. مثل: لو أو ليت أو لولا ونحوها. أما ما كان بصيغة الدعاء أو السؤال أو الترجي فلم أذكرها في البحث لأن مجال بحثها غير هذا البحث الخاص بالتمني.

وحرصت عند ذكر الأحاديث على تخريجهما والحكم علينا، فما كان في الصحيحين أو أحدهما اقتصرت العزو عليهما دون بيان حكمها. وما كان خارج الصحيحـين، فإنـي أقوم بعزوها لمصادرها الأصلية في السنة النبوية ثم أذكر ما وقفت عليه من كلام بعض الأئمة في الحكم على الحديث ودرجته ولا سيما إذا كان من الشواهد في الباب وتقدمته أحاديث صحيحة.

أما إن كان الحديث أصلاً في الباب فإني أذكر سنده وأدرس رجاله ثم أتبع ذلك بالحكم عليه. وأحرص على شرح الألفاظ الغريبة والترجمة لغير المشاهير من الصحابة مع تذييل الحديـث ببعض الاستنباطات الفقهية أو الآداب الشرعية المستفادة من كتب الشروح، جمعاً بين الرواية والدراية.

أسباب اختيار البحث:

1. أن التمني له أصل في الكتاب والسنة كما سيأتي في ثنايا هذا البحث.

2. حرص السلف- رحمهم الله تعالى- على إفراده بالتصنيف، ومنهم الإمام أبو بكر عبد الله بن محمد بن عبيد بن أبي الدنيا البغدادي ((ت 281 هـ)) ((في كتابه المتمنين)). وجعل الإمام البخاري ((ت 256 هـ)) كتاب ((التمني)) أحد كتب صحيحه، وذكر فيه تسعة عشر حديثاً.

3. أن الإنسان بطبعه دائم التمني، فأحببت ذكر أنواع الأماني وأحكامها ليكون على بينة مما يتمناه.

4. رغبت حث القراء على عدم الاقتصار على الأماني دون بذل الجـهد وفعل الأسباب نحو تحقيقها. وأنه كلما عظمت الأمنية عظمت همة صاحبها كما قال الإمام ابن القيم- رحمه الله-: الرجاء يبعث العامل على الاجتهاد وينشطه ليبذل جهده لما يرجوه من ثواب ربه. فإن من عرف قدر مطلوبه هان عليه ما يبذله فيه.

5. لما رأيت انتشار الأماني الدنيوية بين كثير من الناس أحببت تذكيرهم بالأماني الأخروية التي يؤجرون عليها وتربطهم بالله تعالى وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم .

التمني

التعريف اللغوي: التمني على وزن تفعل من الأمنية – بضم الهمزة.

التعريف الاصطلاحي: قال ابن حجر والعيني التمني إرادة تتعلق بالمستقبل.

إطلاقات واستعمالات أخرى للتمني.

- ويطلق التمني على التلاوة للقرآن الكريم ومنه قوله تعالى: {إلا إذا تمنى ألقى الشيطان في أمنيته}.

قال الأزهري: والتلاوة سميت أمنية لأن تالي القرآن إذا مر بآية رحمة تمناها، وإذا مر بآية عذاب تمنى أن يوقاه.

- وقيل المراد به هنا الحديث لما رواه البخاري عن ابن عباس أنه قال في قوله تعالى:{ إلا إذا تمنـى ألقى الشيطان في أمنيته} أي إذا حدث ألقى الشيطان في حديثه، فيبطل الله ما

يلقي الشيطان ويحكم آياته ويقال أمنيته قراءته ((إلا أماني)) يقرؤون ولا يكتبون. أهـ.

- ويطلق التمني بمعنى الكذب، لأن الكاذب يقدر في نفسه الحديث ثم يقوله. ويقال للأحاديث التي تتمنى: الأماني. وتمنى الحديث اخترعه، ووضـع حديثاً لا أصل له قال أحدهم. والله ما تمنيت هذا الكلام ولا اختلقته. واستدلوا على هذا المعنى بقوله تعالـى: {ومنهم أميون لا يعلمون الكتاب إلا أماني }. فقالوا إلا أماني، أي إلا أكاذيب. ومنه قول عثمان ((رضي الله عنه)) (ما تمنيت منذ أسلمت) أي: ما كذبت.

مرادفات التمني
الترجي، الأمل، الرغبة، الود، التشهي ، التلذذ .

الفروق بين التمني والترجي
قيل هما مترادفان. ولكن إذا اجتمعا فبينهما عموم وخصوص، فالترجي إرادة الشيء الممكن، والتمني أعم منه فيشمل الممكن وغير الممكن وقال ابن قيم الجوزية التمني يكون مع الكسل، ولا يسلك بصاحبه طريق الجد والاجتهاد والترجي والرجاء يكون مع بذل الجهد وحسن التوكل والتمني حديث النفس بحصول ذلك مع تعطيل الأسباب الموصلة إليه. قال تعالى:{ إن الذين آمنوا والذين هاجروا وجاهدوا في سبيل الله أولئك يرجون رحمة الله} وقال المناوي التمني مذموم والرجاء محمود؛ لأن التمني يفضي لصاحبه إلى الكسل، بخلاف الرجاء، فإنه تعليق القلب بمحبوب يحصل حالاً. ثم نقل قول الغزالي والرجاء يكون على أصل، والتمني لا يكون على أصل.

حكم التمني
إنه مباح ما لم يتعلق بمذموم أو منهي عنه شرعاً.

قال أبو عبيد القاسم بن سلام وقد جاءت الرخصة في التمني عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله ((إذا تمنى أحدكم فليكثر، فإنما يسأل ربه}، قال الإمام البغوي. هذا فيمن يتمنى شيئاً مباحاً من أمر دنياه وآخرته فليكن فزعه فيه إلى الله عز وجل، ومسألته منه. وإن عظمت أمنيته، قال الله عز وجل: {واسألوا الله من فضله } أ- هـ.

ومما يدل على التمني قوله صلى الله عليه وسلم (إذا تمنى أحدكم فلينظر ما يتمنـى، فإنه لا يدري ما يكتب له من أمنيته) أما ما ورد من النهي عن التمني فـي قوله تعالى:{ولا تتمنوا ما فضل الله به بعضكم على بعض }. فهو محمول على التمني المنهي عنه بتمني زوال نعمة الغير وهو الحسد. وسيأتي لهذا مزيد تفصيل في (الأماني المنهي عنها).

موضع التمني
هو القلب: ويدل عليه حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال (على كل نفس من بني آدم كتب حظه من الزنى أدرك ذلك لا محالة. فالعين زناها النظر، والآذان زناها الاستماع، واليد زناها البطش، والرجل زناها المشي، واللسان زناه الكلام، والقلب يهوى ويتمنى والفرج يصدق ذلك ويكذبه). ومعنى الحديث: أن القلب يهوى وقوع ما تحبه النفس من الشهوة كتمني حصول الزنى، ونحوه، مما يحرم شرعاً.

أنواع الأماني
أكثر العلماء على أن الأماني قسمان أماني محمودة ومذمومة ومنهم من زاد نوعاً ثالثاً كالإمام ابن الجوزي فإنه لما ذكر وجوه الأماني قال أحدها أن يتمنى الإنسان أن يحصل له مال غيره،، ويزول عن الغير فهذا: الحسد. والثاني: أن يتمنى مثل ما لغيره، ولا يحب زواله عن الغير، فهذا هو الغبطة، والثالث: أن تتمنى المرأة أن تكون رجلا، ونحو هذا مما لا

يقع، فليعلم العبد أن الله أعلم بالمصالح، فليرض بقضاء الله، ولتكن أمانيه الزيادة من عمل الآخرة)).

وهذا النوع يعد من الأماني المستحيل وقوعها، والذي سأسير عليه في هذا البحث هو تقسيم الأماني إلى ثلاثة أنواع. 1- الأمانـي المستحبة.2- الأماني المباحة. 3- الأماني المنهي عنها.

الأماني المستحبة
1. قال الإمام البخاري باب تمني القرآن والعلم: ثم ساق بسنده عن أبي هريرة – رضي الله عنه – قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لا حسد إلا في اثنتين رجل آتاه الله القرآن. فهو يتلوه آناء الليل والنهار، يقول لو أوتيت مثل ما أوتي هذا لفعلت كما يفعل. ورجل آتاه الله مالاً ينفقه في حقه فيقول. لو أوتيت مثل ما أوتي هذا لفعلت كما يفعل) فقوله ((لا حسد)) هنا بمعنى الغبطة أو الحسد المحمود الذي لا يتمنى زوال نعمة غيره، بل يتمنى مثلها.

2. وقال الإمام البخاري باب تمني الخير: ثم ساق بسنده عن أبي هريرة – رضي الله عنه – عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (لو كان عندي أحد ذهباً لأحببت ألا يأتي علي ثلاث وعندي منه دينار، ليس شيء أرصده في دين علي أجد من يقبله} فتمني الرسول صلى الله عليه وسلم للذهب لينفقه في سبيل الله، ويدخر بعضه ليوفي ما عليه من دين إبراء للذمة من حقوق العباد عليه في الديون.

3. وقال الإمام البخاري باب تمني الشهادة: ثم ساق بسنده عن أبي هريرة – رضي الله عنه – قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول (والذي نفسي بيده لولا أن رجالاً من المؤمنين لا تطيب نفوسهم أن يتخلفوا عني، ولا أجد ما أحملهم عليه، ما تخلفت عن سرية تغدو في سبيل الله، والذي نفسي بيده لوددت أني أقتل في سبيل الله ثم أحيا ثم أقتل ثم أحيا، ثم أقتل) قال الإمام النووي. وفيه تمني الشهادة والخير، وتمني ما لا يمكن في العادة من الخيرات، وقال الحافظ بن حجر وفيه جواز قول وددت حصول كذا من الخير، وإن علم أنه لا يحصل، وإن تمني الشهادة والقصد لها مرغب فيه مطلوب، وفي الباب أحاديث صريحة في ذلك، منها عن أنس مرفوعاً (من طلب الشهادة صادقاً أعطيها ولو لم يصبها) رواه مسلم.

وقال الشيخ عبد الرحمن بن سعدي رحمه الله عن تفسيره لقوله تعالى {ولقد كنتم تمنون الموت من قبل أن تلقوه. فقد رأيتموه وأنتم تنظرون} وذلك في الصحابة الذين فاتتهم غزوة بدر، وكانوا يتمنون أن يحضروا مشهد، يبذلون فيه الجهد ويستشهدوا في سبيل الله. وفـي هذه الآية دليل على أنه لا يكره تمني الشهادة، ووجه الدلالة أن الله أقرهم على أمنيتهم ولم ينكر. وإنما أنكر عليهم عدم العمل بمقتضاها. أ. هـ

تبع

admin غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 23rd January 2004, 15:01   #2
admin
عضــــو
 
تاريخ التسجيل: Jan 2003
المشاركات: 211
يتبع ما قبله

4. وقال الإمام البخـاري باب تمني المجاهد أن يرجع إلى الدنيا وساق بسنده حديث أنس بن مالك- رضي الله عنه- عن النبي صلى الله عليه وسلم قال (ما أحد يدخل الجنة يحب أن يرجع إلى الدنيا وله ما على الأرض من شيء إلا الشهيد يتمنى أن يرجع إلى الدنيا فيقتل عشر مرات لما يرى من الكرامة)

5. تمني المغفرة: عن عوف بن مالك رضي الله عنه- قال صلى الله عليه وسلم على جنازة فحفظت من دعائه وهو يقول: (اللهم اغفر له وارحمه وعافه واعف عنه، وأكرم نزله، ووسع مدخله، واغسله بالماء والثلج والبرد، ونقه من الخطايا كما نقيت الثوب الأبيض من الدنس، وأبدله داراً خيراً من داره، وأهلاً خير من أهله وزوجاً خيراً من زوجه، وأدخله الجنة وأعذه من النار ومن عذاب القبر). قال عوف حتى تمنيت أن أكون أنا ذلك الميت لدعاء الرسول صلى اله عليه وسلم على ذلك الميت. قال الإمام الآبي هذا التمني إنما هو لتحصيل ثمرة دعائه صلى الله عليه وسلم، لذا فلا تعارض بينه وبين أحاديث النهي عن تمني الموت.

تمني مرافقة النبي صلى الله عليه وسلم في الجنة

عن ربيعة بن كعب الأسلمي – رضي الله عنه – قال: (كنت أبيت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فأتيته بوضوئه وحاجته، فقال لي سل، فقلت: أسألك مرافقتك في الجنة، قال أو غير ذلك ؟ قلت هو ذاك). قال (فأعني على نفسك بكثرة السجود).

تمني دخول الجنة مع الفقراء

عن عبد الله بن عمرو بن العاص- رضي الله عنهما- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (ليبشر فقراء المهاجرين بما يسر وجوههم، فإنهم يدخلون الجنة قبل الأغنياء بأربعين عاماً، قال: فلقد رأيت ألوانهم أسفرت). قال عبد الله بن عمرو: حتى تمنيت أن أكون معهم. أو: منهم.

ما يتمناه أهل الجنة

عن همام بن منبه قال: هذا ما حدثنا أبو هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكر أحاديث منها وقال رسول الله صلى الله عليه وسلمإن أدنى مقعد أحدكم من الجنة أن يقول له: تمن فيتمنى ويتمنى، فيقول له هل تمنيت؟ فيقول: نعم فيقول له فإن لك ما تمنيت ومثله معه). وفي رواية. فيقال له تمن فيقال له. لك الذي تمنيت وعشرة أضعاف الدنيا) وفي رواية ((إن أدنى أهل الجنة منزلاً من يتمنى على الله، فيقال له لك ذلك، ومثله معه، سل كذا وكذا، فيقال له ذلك لك ومثله معه)).

تمني عدم الوقوع في الإثم

عن أسامة بن زيد- رضي الله عنهما- يحدث قال ((بعثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الحرقة من جهينة، قال: فصبحنا القوم فهزمناهم، قال ولحقت أنا ورجل من الأنصار رجلا منهم. فلما غشيناه قال: لا إله إلا الله قال فكف عنه الأنصاري، فطعنته برمحي حتى قتلته، قال: فلما قدمنا بلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم قال: فقال لي: يا أسامة أ قتلته بعدما قال لا إله إلا الله)) قال: قلت يا رسول الله إنه إنما كان متعوذاً، قال:قتلته بعدما قال لا إله إلا الله؟ قال:فما زال يكررها علي حتى تمنيت أني لم أكن أسلمت قبل ذلك اليوم. ومعنى قوله: (حتى تمنيت أني لم أكـن أسلمت) أي أن إسلامي كان ذلك اليوم لأن الإسلام يجب ما قبله، فتمنى أن يكون ذلك الوقت أول دخوله في الإسلام ليأمن من جريرة تلك الفعلة. ولم يرد أنه تمنى ألا يكون مسلماً قبل ذلك.

تمني عدم الوقوع فيما يغضب النبي صلى الله عليه وسلم

عن أبي مسعود الأنصاري قال: ((أتانا رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن في مجلس سعد بن عبادة فقال له بشير بن سعد أمرنا الله تعالى أن نصلي عليك يا رسول الله: فكيف نصلي عليك، قال فسكت رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى تمنينا أنه لم يسأله. ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (قولوا اللهم صل على محمد وعلى آل محمد، كما صليت على إبراهيم، وبارك على محمد وعلى آل محمد، كما باركت على إبراهيم في العالمين إنك حميد مجيد).

تمني عدم فعل ما ينافي الحياء

روى الإمام أحمد أن علقمة بن وقاص قال: أخبرتني عائشة- رضي الله عنها- قالت: (خرجـت يوم الخندق اقفوا آثار الناس، قالت فسمعت وئيد الأرض ورائي- يعني حس الأرض- قالت: فالتفت فإذا أنا بسعد بن معاذ ومعه ابن أخيه الحارث بن أوس يحمل عنه قالت: فجلست على الأرض، فمر سعد وعليه درع من حديد قد خرجت منها أطرافه، فأنا أتخوف على أطراف سعد، قالت: وكان سعد من أعظم الناس وأطولهم قالت. فمر وهو يرتجز ويقول:

ليت قليلاً يدرك الهيجا جمل ما أحسن الموت إذا حان الأجل

قالت فقمت فاقتحمت حديقة فإذا فيها نفر من المسلمين- وإذا فيهم عمر بن الخطاب وفيهم رجل عليه سبغة له- يعني مغفر،- فقال عمر: ما!جـاء بك لعمري والله إنك لجريئة، وما يؤمنك أن يكون بلاء أو يكون تحوز؟ قالت فما زال يلومني حتى تمنيت أن الأرض انشقت لي ساعتئذ فدخلت فيها.. الحديث.

تمني الأمن

عن عائشة- رضي الله عنها- قالت: ((أرقم النبي صلى الله عليه وسلم ذات ليلة فقال ليت رجلاً صالحاً من أصحابي يحرسني الليلة. إذا سمعنا صوت السلاح قال من هذا؟ قال سعد يا رسول الله جئت أحرسك، فنام النبي صلى الله عليه وسلم حتى سمعنا غطيطه.

وفي هذا الحديث: جواز استعمال (ليت) وهي من حروف التمني التي تتعلق بالمستحيل غالباً، وبالممكن قليلاً.

ولذا بوب عليه الإمام البخاري بقوله باب قوله صلى الله عليه وسلم (ليت كذا وكذا). وذكر بعض أهل العلم أن هذا الحديث كان قبل نزول قوله تعال:{والله يعصمك من الناس} فلم يحرس بعدها.

الأماني المنهي عنها
1. (النهي عن تمني زوال نعمة الآخرين): وهو الحسد، والدليل عليه قوله تعالى:{ولا تتمنوا ما فضل الله به بعضكم على بعض، للرجال نصيب مما اكتسبوا، وللنساء نصيب معا اكتسبن واسألوا الله من فضله، إن الله كان بكل شيء عليماً }.

وعن سبب نزول هذه الآية، قالت أم سلمة – رضي الله عنها – يا رسول الله (تغزو الرجال، ولا نغزو، ولنا نصف الميـراث ؟) فأنزل الله قوله تعالى: {ولا تتمنوا ما فضل الله به بعضكم على بعض }.

وعن ابن عباس – رضي الله عنه – أنه قال على هذه الآية: ((لا يتمنى الرجـل يقول: ليت أن لي مال فلان وأهله، فنهى الله عن ذلك، ولكن ليسأل الله عن فضله).

وجمع بين هذين عطاء بن أبي رباح فقال (( نزلت في النهي عن تمني مال فلان، وفي تمنـي النساء أن يكون رجالاً فيغزون.

2. النهي عن تمني الموت:

قال الإمام البخاري ((باب ما يكره من التمني)) عن أنس بن مالك- رضي الله عنه- قال: قال النبـي صلى الله عليه وسلم ((لا يتمنين أحدكم الموت من ضر أصابه، فإن كان لا بد فاعلاً فليقل اللهم أحييني ما كانت الحياة خيراً لي، وتوفني إذا كانت الوفاة خيراً لي )).

وعن خباب رضي الله عنه قال (لولا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهانا أن ندعو بالموت لدعوت به) وقال صلى الله عليه وسلم (لا يتمنى أحدكم الموت إما حسناً فلعله يزداد، وإما مسيئاً فلعله يستعتب).

قال ابن حجر وحكمة النهي عن ذلك أن في طلب الموت قبل حلوله نوع اعتراض ومراغمة للقدر، وان كانت الآجال لا تزيد ولا تنقص فإن تمني الموت لا يؤثر في زيادتها ولا نقصها ولكنه أمر قد غيب عنه. وأيضاً فيه أنه يدعو بانقطاع عمله، فلعله يكون صالحاً فيزداد خيراً وإن كان مسيئاً فلعله يستعتب بالإقـلاع والاستغفار عن المعاصي.

ويؤيد هذا المعنى في فضل طول العمر رغبة في حسن العمل الصالح ودوامه حديث أبي هريرة- رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لا يتمنى أحدكم الموت ولا يدع به من قبـل أن يأتيه، إنه إذا مات أحدكم انقطع عمله. وأنه لا يزيد المؤمن عمره إلا خيرا)).

وحديث أبي أمامة- رضي الله عنه- قال جلسنا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكرنا ورققنا فبكى سعد بن أبي وقاص- رضي الله عنه - فأكثر البكاء فقال:يا ليتني مت، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: يا سعد أ عندي تتمنى الموت، فردد ذلك ثلاث مرات، ثم قال يا سعد إن كنـت خلقت للجنة فما طال من عمرك، أو حسن من عملك فهو خير لك).

وعن جابر بن عبد الله-رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلملا تمنوا الموت فإن هول المطلع شديد،وإن من السعادة أن يطول عمر العبد،ويرزقه الله الإنابة)

الأحوال التي يجوز فيها تمني الموت

1. عند خوف الفتنة في الدين:

فيجوز تمني الموت لئلا يفتن المسلم في دينه فلا يصبر على البلاء كما قال تعالى مخبراً عن السحرة لما أرادهم فرعون عن دينهم وتهديدهم بالقتل {قالوا ربنا أفرغ علينا صبراً وتوفنا مسلمين }.

ولما رواه البخـاري من حديث أبي هريرة- رضي الله عنه- عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (لا تقوم الساعة حتى يمر الرجل بقبر الرجل فيقول: يا ليتني مكانه).

وجاء في حديث معاذ- رضي الله عنه- (وإذا أردت بقوم فتنة فاقبضني إليك غير مفتون).

وعن محمود بن الربيع- رضي الله عنه- مرفوعاً أن النبي صلى الله عليه وسلم قال (اثنتان يكرههما ابن آدم؛ يكره الموت، والموت خير للمؤمن من الفتن، ويكره قلة المال. وقلة المال أقل للحساب) قال ابن بطال وتمني الموت عند ظهور الفتن إنما هو خوف ذهاب الدين بغلبة الباطل وأهله وظهور المعاصي والمنكر.

2. عند خوف الفضيحة:

ودليل ذلك قصة مريم- عليها السلام- لما جـاءها المخاض قالتيا ليتني مت قبل هذا وكنت نسياً منسيا) لما علمت من أن الناس سيقذفونها بالفاحشة لأنها لم تكن ذات زوج وقد حملت ووضعت، فجعل الله لها فرجاً ومخرجاً فأنطق الصبي في المهد: {قال إني عبد الله آتاني الكتاب وجعلني نبيا} فكانت تلك آية عظيمة ومعجزة باهرة.

تنبيه:

قد يحتـج البعض على جواز تمني الموت بدعاء يوسف عليه السلام – {توفني مسلماً وألحقني بالصالحين } حيث ذكروا انه تمنى الموت قال ابن عباس (ما تمنى نبي قط الموت قبل يوسف- عليه السلام). والجواب أن هذا لا يعد تمنياً للموت، بل هو دعاء بأن يتوفاه الله مسلماً عندما يحين أجله وينقضي عمره.

وهناك أجوبة أخرى منها :

- أن ذلك شرع من قبلنا ولا يجوز في شرعنا تمني الموت.

- وقيل إن ذلك من خصائص الأنبياء وأنه لا يقبض نبي حتى يخير بين البقاء في الدنيا والموت.

3. النهي عن تمني لقاء العدو:

قال الإمام البخاري: باب لا تمنوا لقاء العدو- لقوله صلى الله عليه وسلم ((لا تمنوا لقاء العدو، وسلوا الله العافية.فإذا لقيتموهم فاصبروا،واعلموا أن الجنة تحت ظلال السيوف)). الحديث.

قال ابن بطال: حكمة النهي أن المرء لا يعلم ما يؤول إليه الأمر.

4. النهي عن تمني الإسراف في متاع الدنيا:

قال تعالى على لسان إبليس: {ولأضلنهم ولأمنينهم }. وقال تعالى: {يعدهم ويمنيهم، وما يعدهم الشيطان إلا غرورا}.

وعن أنس بن مالك- رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (ولو أن لابن آدم وادياً من ذهب أحب أن يكون له واديان، ولن يملأ فاه إلا التراب ويتوب الله على من تاب). وعلى المسلم ألا يتوقع حصول كل ما تمناه من ملذات الدنيا لقوله تعالى { أم للإنسان ما تمنى }.


هذا ولكم اجمل تحية وتقدير

مع السلامه
اخوكم
الجار
admin غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 23rd January 2004, 20:48   #3
بدر الحزام
عضــــو مميــز
 
الصورة الرمزية بدر الحزام
 
تاريخ التسجيل: Mar 2003
المشاركات: 715
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

اخي العزيز الجار , كم اتحفتنا بنقلك للمقالة التي كتبها الشيخ الدكتور احمد الباتلي الغانمي - جزاه الله خير - عن التمني وانواعه ومستحباته والمنهيات عنه .


اقتباس:
الفروق بين التمني والترجي

قيل هما مترادفان. ولكن إذا اجتمعا فبينهما عموم وخصوص، فالترجي إرادة الشيء الممكن، والتمني أعم منه فيشمل الممكن وغير الممكن وقال ابن قيم الجوزية التمني يكون مع الكسل، ولا يسلك بصاحبه طريق الجد والاجتهاد والترجي والرجاء يكون مع بذل الجهد وحسن التوكل والتمني حديث النفس بحصول ذلك مع تعطيل الأسباب الموصلة إليه. قال تعالى:{ إن الذين آمنوا والذين هاجروا وجاهدوا في سبيل الله أولئك يرجون رحمة الله} وقال المناوي التمني مذموم والرجاء محمود؛ لأن التمني يفضي لصاحبه إلى الكسل، بخلاف الرجاء، فإنه تعليق القلب بمحبوب يحصل حالاً. ثم نقل قول الغزالي والرجاء يكون على أصل، والتمني لا يكون على أصل.
والله لقد صدقوا ورحمة الله عليهم وجزى كاتبه وناقله خير الجزاء


تقبل تحياتي
بدر الحزام غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 24th January 2004, 07:28   #4
فهد بن سالم
عضو مهم
 
تاريخ التسجيل: Feb 2003
المشاركات: 1,501
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

تسلم أخي الجار على المشاركة المتميزة

وخاصة أنها من ابداع أحد رجال زعب
__________________
اصبر لدهر نال منك ـ ـ ـ ـ ـ فهــكذا مضـــت الدهـور

فـرح وحـزن مـــــرة ـ ـ ـ ـ ـ لا الحزن دام ولا السرور

F1F@gawab.com
فهد بن سالم غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 24th January 2004, 11:48   #5
ابوهلا
عضو مهم
 
تاريخ التسجيل: Jan 2003
المشاركات: 2,030
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

جزاك الله خير ياسعود مشاركه قيمه


تقبل تحياتي
__________________
[poem font="Simplified Arabic,4,black,norma l,normal" bkcolor="transparent " bkimage="" border="none,4,gray" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
قد قالوا اصحاب الحكم وانا بردد ذالمقال = تصرفات اهل الجهل يشقى بها اهل العقول

شنار[/poem]
ابوهلا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 30th January 2004, 20:03   #6
admin
عضــــو
 
تاريخ التسجيل: Jan 2003
المشاركات: 211
بسم الله الرحمن الرحيم


الاحباب

بدر ال حزام

فهد بن سالم

ابو هلا

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وأسعد الله اوقاتكم بكل خير

ان شاء الله انكم طيبين ...
اسعدني مروركم وكلمكم الطيب وتشجيعكم الدائم.

نعم ويسعدنا ان يكون احد ابناء العمومه من أهل العلم.
الله يزديهم يا رب.
فلكم ماني اجمل تحية وتقدير

مع السلامة

اخوكم
الجار
admin غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 2 ( الأعضاء 0 والزوار 2)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 14:06


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir