السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قال الإمام الشافعي رضي اللّه عنه:
خَبَتْ نَارُ نَفْسِي بِاشْتِعَالِ مَفَارِقـي
وَأَظْلَـمَ لَيْلـي إِذْ أَضَـاءَ شِهَابُهَـا
أَيَا بُومَةٌ قَدْ عَشَّشَتْ فَـوْقَ هَامَتِـي
عَلَى الرَّغْمِ مِنِّي حِينَ طَارَ غُرَابُهَا
رأَيتِ خَرَابَ العُمْرِ مِنِّي فَزُرْتنـي
وَمَأْوَاكِ مِنْ كُـلِّ الدِّيَـارِ خَرَابُهَـا
أَأَنْعَمُ عَيْشاً بَعْدَ مَا حَـلَّ عَارِضـي
طَلاَئِعُ شَيْبٍ لَيْسَ يُغْنِـي خِضَابُهَـا
وَعِزَّةُ عُمْرِ المَـرْءِ قَبْـلَ مَشِيبِـهِ
وَقَدْ فَنِيَـتْ نَفْـسٌ تَوَلَّـى شَبَابُهَـا
إِذَا اصْفَرَّ لَوْنُ المَرْءِ وابْيَضَّ شَعْرُهُ
تَنَغَّـصَ مِـنْ أَيَّامِـهِ مُسْتَطَابُهَـا
فَدَعْ عَنْكَ سَوْءَاتِ الأُمُـورِ فَإِنَّهَـا
حَرَامٌ عَلَى نَفْسِ التَّقِـيِّ ارْتِكَابُهَـا
وَأَدِّ زَكَـاةَ الجَـاهِ وَاعْلَـمْ بِأَنَّهَـا
كَمِثْلِ زَكَـاةِ المَـالِ تَـمَّ نِصَابُهَـا
وَأَحْسِنْ إِلَى الأَحْرَارِ تَمْلِكْ رِقَابَهُـمْ
فَخَيْرُ تِجَـارَاتِ الكِـرَامِ اكْتِسَابُهَـا
وَلاَ تَمْشِيَنْ فِي مَنْكِبِ الأَرْضِ فَاخِراً
فَعَمَّـا قَلِيـل يَحْتَويـكَ تُرَابُـهَـا
وَمَنْ يَذُقِ الدُّنْيَـا فَإِنِّـي طَعِمْتُهَـا
وَسِيـقَ إِلَيْنَـا عَذْبُهَـا وَعَذَابُـهَـا
فَلَـمْ أَرَهـا إِلا غُـرُوراً وَبَاطِـلاً
كَمَا لاَحَ فِي ظَهْرِ الفَـلاَةِ سَرَابُهَـا
وَمَـا هِـيَ إِلاَّ جِيفَـةٌ مُسْتَحِيْلَـةٌ
عَلَيْهَـا كِـلاَبٌ هَمُّهُـنَّ اجْتِذَابُهَـا
فَإِنْ تَجْتَنِبْهَا كُنْـتَ سِلْمَـاً لأهْلِهـا
وَإِنْ تَجْتَذِبْهَـا نَازَعَتْـكَ كِلاَبُـهَـا
فَطُوبَى لِنَفْسٍ أَوْلَعَتْ قَعْـرَ دَارِهَـا
مُغَلَّقَةَ الأَبْـوابِ مُرْخَـى حِجَابُهَـا
تقبلوا تحياتي
|