مشاهدة النسخة كاملة : نســــــاء خالــــدات
العميد
26th November 2003, 12:46
خديجة بنت خويلد
أم المؤمنين
حَدَّثَنِي أَحْمَدُ ابْنُ أَبِي رَجَاءٍ حَدَّثَنَا النَّضْرُ عَنْ هِشَامٍ قَالَ أَخْبَرَنِي أَبِي قَالَ سَمِعْتُ عَبْدَاللَّهِ بْنَ جَعْفَرٍ قَالَ سَمِعْتُ عَلِيًّا رَضِي اللَّهم عَنْهم يَقُولُ سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ خَيْرُ نِسَائِهَا مَرْيَمُ ابْنَةُ عِمْرَانَ وَخَيْرُ نِسَائِهَا خَدِيجَةُ
وحَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ إِسْحَاقَ أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ أَخْبَرَنَا مُجَالِدٌ عَنِ الشَّعْبِيِّ عَنْ مَسْرُوقٍ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا ذَكَرَ خَدِيجَةَ أَثْنَى عَلَيْهَا فَأَحْسَنَ الثَّنَاءَ قَالَتْ فَغِرْتُ يَوْمًا فَقُلْتُ مَا أَكْثَرَ مَا تَذْكُرُهَا حَمْرَاءَ الشِّدْقِ قَدْ أَبْدَلَكَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ بِهَا خَيْرًا مِنْهَا قَالَ مَا أَبْدَلَنِي اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ خَيْرًا مِنْهَا قَدْ آمَنَتْ بِي إِذْ كَفَرَ بِي النَّاسُ وَصَدَّقَتْنِي إِذْ كَذَّبَنِي النَّاسُ وَوَاسَتْنِي بِمَالِهَا إِذْ حَرَمَنِي النَّاسُ وَرَزَقَنِي اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ وَلَدَهَا إِذْ حَرَمَنِي أَوْلَادَ النِّسَاءِ
حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عُفَيْرٍ حَدَّثَنَا اللَّيْثُ قَالَ كَتَبَ إِلَيَّ هِشَامٌ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَائِشَةَ رَضِي اللَّهم عَنْهَا قَالَتْ مَا غِرْتُ عَلَى امْرَأَةٍ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا غِرْتُ عَلَى خَدِيجَةَ هَلَكَتْ قَبْلَ أَنْ يَتَزَوَّجَنِي لِمَا كُنْتُ أَسْمَعُهُ يَذْكُرُهَا وَأَمَرَهُ اللَّهُ أَنْ يُبَشِّرَهَا بِبَيْتٍ مِنْ قَصَبٍ وَإِنْ كَانَ لَيَذْبَحُ الشَّاةَ فَيُهْدِي فِي خَلَائِلِهَا مِنْهَا مَا يَسَعُهُنَّ
هي : خديجة بنت خويلد بن أسد بن عبد العزى بن قصي القرشية الأسدية
تزوج النبي -صلى الله عليه وسلم- السيدة خديجة قبل البعثة بخمس عشرة سنة ، -
السيدة خديجة للرسول -صلى الله عليه وسلم- ولده كلهم إلا إبراهيم ، (القاسم )-وبه كان وولدت -
يكنى- وعبد الله ، وزينب ، ورقيـة ، وأم كلثـوم ، وفاطمـة عليهم السلام .
- كانت أول من آمن بالله وبرسوله ، وصدق بما جاء
وفي العام العاشر من البعثة النبوية وقبل الهجرة بثلاث سنين توفيت السيدة خديجة -رضي الله عنها
فهد بن سالم
27th November 2003, 14:53
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الاخ الكريم العميد
جزاك الله خير اخي الكريم على هذا الجهد الطيب
تقبل خالص تحياتي
العميد
29th November 2003, 13:05
اخ العزيز : فهد بن سالم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وتقبل الله طاعتكم
واشكر مداخلتك ودعاءك لنا
واسئل الله ان يعطيك بيتاً في الجنه افضل من هذه الصورة الجميله .
:D عتب ما عزمتنا على هذا البيت :cool:
العميد
29th November 2003, 13:07
أم المؤمنين سودة بنت زمعة بن قيس القرشية العامرية
وهي أول من تزوج بها النبي صلى الله عليه وسلم بعد خديجة رضي الله عنها ، وانفردت به نحوًا من ثلاث سنين أو أكثر حتى دخل بعائشة . أمها الشموس بنت قيس بن زيد الأنصارية من بني عدي بن النجار .
وكانت سيدة جليلة نبيلة ضخمة ، وكانت أولاً عند السكران بن عمرو أخي سهيل بن عمرو العامري .
وقد روى هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة رضي الله عنها قالت : ما رأيت امرأة أحب إليّ أن أكون في مسلاخها من سودة . وكانت سودة تمازح النبي صلى الله عليه وسلم وتضحكه وعن الأعمش عن إبراهيم قالت سودة : يا رسول الله صليت خلفك البارحة فركعت بي حتى أمسكت بأنفي مخافة أن يقطر الدم فضحك ، وكان تضحكه الأحيان بالشيء
وسودة رضي الله عنها هي التي تركت يومها لعائشة رضي الله عنها رعاية لقلب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وأيضًا فقد رغبت أن تحشر في نسائه .
أرسل إليها عمر بن الخطاب بغرارة دراهم ، فقالت ما هذه ؟ قالوا : دراهم فأمرت بتفريقها
يروى لسودة خمسة أحاديث ، منها حديث واحد في الصحيحين عند البخاري .
سودة والحجاب ..
قالت عائشة رضي الله عنها وجماعة : سبب الحجاب كلام عمر رضي الله عنه وأنه كلم رسول الله صلى الله عليه وسلم مرارًا في أن يحجب نساءه ؛ فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يفعل ، وكان عمر يتابع ، فخرجت سودة ليلاً لحاجتها - وكانت امرأة تفرع النساء طولاً - فناداها عمر : قد عرفناك يا سودة - حرصًا على الحجاب - فما زال عمر رضي الله عنه يتابع حتى نزلت آية الحجاب .
توفيت رضي الله عنها - آخر خلافة عمر بن الخطاب .
ابوهلا
29th November 2003, 14:00
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاك الله خير يالعميد
مشاركات راقيه اشكرك جزيل الشكر على هذه المواضيع المميزه والراقيه والاساسيه
تابعنا معك سيرة الصحابه العطره
وسنتابع معك سيرة نساء خالدات
تقبل تحياتى واحترامي
أخو وضحى
2nd December 2003, 08:26
جزاك الله خير يالعميد
تحياتي
العميد
4th December 2003, 09:32
اخواني
فهد بن سالم ، ابو هلا ، اخو وضحي
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
واشكر لكم مروركم و الدعاء و المتابع
العميد
4th December 2003, 12:49
عائشة بنت الصديق
عائشة بنت الإمام الصديق الأكبر خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم أبي بكر عبد الله بن أبي قحافة بن عثمان بن عامر بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة بن كعب بن لؤي ، القرشية التيمية المكية النبوية ، أم المؤمنين زوجة النبي صلى الله عليه وسلم أفقه نساء الأمة على الإطلاق .
وأمها هي أم رومان بنت عامر بن عويمر بن عبد شمس بن عتاب بن أذينة الكنانية.
هاجر بعائشة أبواها وتزوجها نبي الله قبل الهجرة بعد وفاة الصديقة خديجة بنت خويلد وذلك قبل الهجرة ببضعة عشر شهراً وقيل بعامين ، ودخل بها في شوال سنة اثنين منصرفه عليه الصلاة والسلام من غزوة بدر وهي بنت تسع ولم يتزوج بكرًا غيرها ، فروت عنه علمًا كثيرًا طيبًا مباركًا فيه وعن أبيها وعن عمر وفاطمة وحمزة بن عمرو الأسلمي .. كما حدَّث عنها خلق كثير .
وعن عباد بن حمزة عن عائشة أنها قالت : يا رسول الله ألا تكنيني ؟ قال : تكني بابنك ، يعني عبد الله بن الزبير . فكانت تكنى أم عبد الله . و عن هشام عن أبيه عن عائشة قالت : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : أريتك في المنام مرتين و رجل يحملك في سرقة من حرير فيقول : هذه امرأتك . فأقول : إن كان هذا من عند الله عز و جل يمضه . أخرجاه في الصحيحين .
وعنها قالت : تزوجني النبي صلى الله عليه و سلم و أنا بنت ست سنين . فقدمنا المدينة فنزلنا في بني الحارث بن الخزرج فوعكت فتمزق شعري فوفي جميمه فأتتني أمي أم رومان و إني لفي أرجوحة و معي صواحب لي فصرخت بي فأتيتها ما أدري ما تريد مني ؟ فأخذت بيدي حتى أوقفتني على باب الدار و إني لأنهج حتى سكن بعض نسفي ثم أخذت شيئاً من ماء فمسحت به وجهي و رأسي ، ثم أدخلتني الدار فإذا نسوة من الأنصار في البيت فقلن : على الخير و البركة و على خير طائر . فأسلمتني إليهن ، فأصلحن من شأني فلم يرعني إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم ضحى فأسلمنني إليه و أنا يومئذ بنت تسع سنين . أخرجاه في الصحيحين . وعن عمرو بن العاص أنه أتى النبي صلى الله عليه و سلم فقال : أي الناس أحب إليك يا رسول الله ؟ قال : عائشة . قال من الرجال ؟ قال : أبوها . قال : ثم من ؟ قال : عمر . أخرجاه في الصحيحين .
وعن أبي موسى الأشعري قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : كمل من الرجال كثير و لم يكمل من النساء إلا مريم بنت عمران و آسية امرأة فرعون : وإن فضل عائشة على النساء كفضل الثريد على سائر الطعام . أخرجاه في الصحيحين .
عن عائشة أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال : إن جبريل عليه السلام يقرأ عليك السلام قلت : و عليه السلام و رحمة الله . أخرجاه في الصحيحين . وعن أبي سلمة ، عن عائشة قالت : قلت يا رسول الله أرأيت لو نزلت وادياً و فيه شجرة قد يؤكل منها و وجدت شجرة لم يؤكل منها : في أيهما كنت ترتع بعيرك ؟ قال : في التي لم يوكل منها . تعني أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يتزوج بكراً غيرها انفرد بإخراجه البخاري .
وعن عروة عن عائشة : أن رسول الله صلى الله عليه و سلم كان يسأل في مرضه الذي مات فيه أين أنا غداً ؟ أين أنا غداً يريد يوم عائشة . فأذن له أزواجه أن يكون حيث شاء فكان في بيت عائشة حتى مات عندها . قالت عائشة : فمات في اليوم الذي كان يدور فيه نوبتي ، فقبضه الله عز و جل وإن رأسه بين نحري و سحري ، و خالط ريقه ريقي . أخرجاه في الصحيحين .
وعنه قال : كان الناس يتحرون بهداياهم يوم عائشة . قال عائشة : فاجتمع صواحبي إلى بيت أم سلمة فقالوا : يا أم سلمة : و الله إن الناس يتحرون بهداياهم يوم عائشة و إنا نريد الخير كما تريد عائشة فمري رسول الله صلى الله عليه و سلم أن يأمر الناس أن يهدوا إليه حيثما كان ، قالت : فذكرت ذلك أم سلمة للنبي صلى الله عليه و سلم قالت : فأعرض عني فلما عاد إلي ذكرت له ذاك فأعرض عني فلما كان في الثالثة ذكرت له ذلك ، فقال : يا أم سلمة لا تؤذيني في عائشة فإنه والله ما نزل علي الوحي و أنا في لحاف امرأة منكن غيرها .
وعنه عن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه و سلم لما فرغ من الأحزاب دخل المغتسل فجاءه جبريل عليه السلام فقال : أو قد وضعتم السلاح ؟ ما وضعنا أسلحتنا بعد ، انهد إلى بني قريظة . فقالت عائشة : كأني أنظر إلى جبريل عليه السلام من خلل الباب قد عصب رأسه الغبار . و عن أبي سلمة قال : قالت عائشة : رأيت النبي صلى الله عليه و سلم واضعاً يديه على معرفة فرس دحية الكلبي و هو يكلمه قالت : فقلت : يا رسول الله رأيتك واضعاً يدك على معرفة فرس دحية الكلبي و أنت تكلمه . قال : أو رأيته؟ قلت نعم . قال : ذاك جبريل و هو يقرئك السلام . قالت : و عليه السلام جزاه الله من صاحب و دخيل خيراً فنعم الصاحب و نعم الدخيل . قال سفيان : الدخيل : الضيف . و عن القاسم عن عائشة قالت : وثب رسول الله صلى الله عليه و سلم وثبة شديدة فنظرت فإذا رجل معه واقف على برذون و عليه عمامة بيضاء طرفها بين كتفيه ، و رسول الله صلى الله عليه و سلم واضع يده على معرفة برذونه . فقلت : يا رسول الله لقد راعتني وثبتك ، من هذا ؟ قال : أرأيته ؟ قال نعم . قال : و من رأيت قلت دحية بن خليفة الكلبي قال : ذلك جبريل عليه السلام .
العميد
8th December 2003, 00:38
أم المؤمنين
حفصة بنت عمر
السيدة حفصة بنت عمر بن الخطاب -رضي الله عنهما- ، ولدت قبل المبعث بخمسة عـوام ، وتزوّجها النبـي -صلى اللـه عليه وسلم- سنة ثلاث من الهجرة ، بعد أن توفي زوجها المهاجر ( خنيـس بن حذافـة السهمـي ) الذي توفي من آثار جراحة أصابته يوم أحـد ، وكان من السابقين الى الإسـلام هاجر الى الحبشـة وعاد الى المدينة وشهد بدراً وأحد فترمَّلت ولها عشرون سنة000
الزواج المبارك
تألم عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- لابنته الشابة كثيراً ، ولألمها وعزلتها ، وبعد انقضاء عدّتها أخذ يفكر لها بزوج جديد ، ولمّا مرت الأيام ولم يخطبها أحد قام بعرضها على أبي بكر -رضي الله عنه- فلم يُجِبّه بشيء ، وعرضها على عثمان بن عفان -رضي الله عنه- فقال ( بدا لي اليوم ألا أتزوج )000فوَجَد عليهما وانكسر ، وشكا حاله الى الرسول -صلى الله عليه وسلم- فقال له ( يتزوّج حفصة من هو خير من عثمان ، ويتزوّج عثمان من هو خير من حفصة )000
ومع أن عمر -رضي الله عنه- من الهمّ لم يفهم معنى كلام الرسـول الكريـم ، إلا أن الرسول -صلى الله عليه وسلم- خطبها ، ونال عمر شرف مصاهرة النبي -صلى الله عليه وسلم- وزوَّج النبي عثمان بابنته ( أم كلثوم ) بعد وفاة أختها ( زينب ) ، وبعد أن تمّ الزواج لقي أبو بكر عمر -رضي الله عنهما- فاعتذر له وقال ( لا تجـدْ عليّ ، فإن رسـول اللـه -صلى اللـه عليه وسلم- كان قد ذكر حفصة ، فلم أكن لأفشي سِرّه ، ولو تركها لتزوّجتها )000
بيت الزوجية
ودخلت حفصة بيت النبي -صلى الله عليه وسلم- ثالثة الزوجات في بيوتاته عليه الصلاة والسلام ، بعد سودة وعائشة ، أما سودة فرحّبت بها راضية ، وأمّا عائشة فحارت ماذا تصنع بابنة الفاروق عمر ، وسكتت أمام هذا الزواج المفاجيء ، الذي تقتطع فيه حفصة ثلث أيامها مع الرسول -صلى الله عليه وسلم-000 ولكن هذه الغيرة تضاءلت مع قدوم زوجات أخريات ، فلم يسعها إلا أن تصافيها الودّ ، وتُسرّ حفصة لودّ ضرتها عائشة ، وعندها حذّر عمر بن الخطاب ابنته من هذا الحلف الداخلي ، ومن مسايرة حفصة لعائشة المدللة ، فقال لها ( يا حفصة ، أين أنت من عائشة ، وأين أبوكِ من أبيها ؟)000
الجرأة الأدبية
سمع عمر -رضي الله عنه- يوما من زوجته أن حفصة تراجع الرسول -صلى الله عليه وسلم- بالكلام ، فمضى إليها غاضباً ، وزجرها قائلاً ( تعلمين أني أحذرك عقوبة الله وغضب رسوله ، يا بُنيّة ! لا يغرنّك هذه التي أعجبها حسنها وحبُّ الرسول -صلى الله عليه وسلم- إياها ، والله لقد علمت أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لولا أنا لطلّقك )000
ولكن على الرغم من تحذير أبيها لها ، كانت تتمتع حفصة بجرأة أدبية كبيرة ، فقد كانت كاتبة ذات فصاحة وبلاغة ، ولعل هذا ما يجعلها تبدي رأيها ولو بين يدي الرسـول -صلى اللـه عليه وسلم- ، فقد رويَ أن الرسـول -صلى اللـه عليه وسلم- قد ذكر عند حفصة أصحابه الذين بايعوه تحت الشجرة فقال ( لا يدخل النار إن شاء الله أصحاب الشجـرة الذين بايعوا تحتها )000فقالت حفصـة ( بلى يا رسـول الله )000فانتهـرها ، فقالت حفصـة الآية الكريمة000
قال تعالى "( وإنْ منكم إلا واردُها كان على ربِّك حتماً مقضياً ")000
فقال الرسول -صلى الله عليه وسلم-000
قال الله تعالى "( ثم ننجي الذين اتقوا ونذرُ الظالمين فيها جثِيّاً ")000
الطـلاق
طلق الرسول -صلى الله عليه وسلم- حفصة طلقةً رجعية ، وذلك لإفشائها سِرّاً استكتمها إيّاه ، فلم تكتمه ، وقصة ذلك أن النبي -صلى الله عليه وسلم- خلا يوماً بمارية -رضي الله عنها- في بيت حفصة ، فلمّا انصرفت مارية دخلت حفصة حجرتها وقالت للنبي -صلى الله عليه وسلم- ( لقد رأيت من كان عندك ، يا نبي الله لقد جئت إليّ شيئاً ما جئت إلى أحدٍ من أزواجك في يومي ، وفي دوري وفي فراشي )000ثم استعبرت باكية ، فأخذ الرسول -صلى الله عليه وسلم- باسترضائها فقال ( ألا ترضين أن أحرّمها فلا أقربها ؟)000قالت ( بلى )000فحرّمها وقال لها ( لا تذكري ذلك لأحدٍ )000ورضيت حفصة بذلك ، وسعدت ليلتها بقرب النبي -صلى الله عليه وسلم- حتى إذا أصبحت الغداةَ ، لم تستطع على كتمان سرّها ، فنبّأت به عائشة ، فأنزل الله تعالى قوله الكريم مؤدِّباً لحفصة خاصة ولنساء النبي عامة 000
قال الله تعالى "( وإذْ أسَرَّ النَّبِيُّ إلى بَعْضِ أزْوَاجه حَديثاً ، فلمّا نَبّأتْ بِهِ وأظهَرَهُ اللّهُ عليه عَرَّفَ بعضَه وأعْرَض عن بَعْضٍ فلمّا نَبّأهَا بِهِ قالت مَنْ أنْبَأكَ هَذا قال نَبّأنِي العَلِيمُ الخَبيرُ ")000سورة التحريم آية ( 3 )000
فبلغ ذلك عمر فحثا التراب على رأسه وقال ( ما يعبأ الله بعمر وابنته بعدها )000فنزل جبريل -عليه السلام- من الغَدِ على النبي -صلى الله عليه وسلم- فقال ( إن الله يأمرك أن تُراجِعَ حفصة رحمة بعمر )000وفي رواية أن جبريل قال ( أرْجِع حفصة ، فإنها صوّامة قوّامة ، وإنها زوجتك في الجنة )000
اعتزال النبي لنسائه
اعتزل النبي -صلى الله عليه وسلم- نساءه شهراً ، وشاع الخبر أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قد طلّق نساءه ، ولم يكن أحد من الصحابة يجرؤ على الكلام معه في ذلك ، واستأذن عمر عدّة مرات للدخول على الرسول -صلى الله عليه وسلم- فلم يؤذن له ، فذهب مسرعاً الى بيت حفصة ، فوجدها تبكي فقال ( لعلّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم-قد طلّقك ؟ إنه كان قد طلّقك مرةً ، ثم راجعك من أجلي ، فإن كان طلّقك مرّة أخرى لا أكلمك أبداً )000
ثم ذهب ثالثة يستأذن في الدخول على الرسول -صلى الله عليه وسلم- فأذِنَ له ، فدخل عمر والنبي -صلى الله عليه وسلم- متكىء على حصير قد أثر في جنبه ، فقال عمر ( أطلقت يا رسول الله نساءك ؟)000فرفع -صلى الله عليه وسلم- رأسه وقال ( لا)000فقال عمر ( الله أكبر )000ثم أخذ عمر وهو مسرور يهوّن على النبـي -صلى الله عليه وسلم- ما لاقى من نسائـه ، فقال عمر ( الله أكبر ! لو رأيتنا يا رسـول اللـه وكنّا معشر قريش قوماً نغلِبُ النساء ، فلما قدمنا المدينة وجدنا قوماً تغلبهم نساؤهم فطفق نساؤنا يتعلّمن من نسائهم ، فغضبتُ على امرأتي يوماً ، فإذا هي تراجعني ، فأنكرت أن تراجعني ، فقالت ( ما تُنْكِر أن راجعتك ؟ فوالله إن أزواج النبي -صلى الله عليه وسلم- ليراجعْنَهُ ، وتهجره إحداهنّ اليوم الى الليل )000فقلت ( قد خاب من فعل ذلك منكنّ وخسِرَتْ ، أفتأمَنُ إحداكنّ أن يغضب الله عليها لغضب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فإذاً هي قد هلكت ؟)000فتبسّم رسول الله -صلى الله عليه وسلم-000
فقال عمر ( يا رسول الله ، قد دخلت على حفصة فقلت ( لا يغرنّك أن كانت جاريتك -يعني عائشة- هي أوْسَم وأحبُّ إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- منك )000فتبسّم الرسول -صلى الله عليه وسلم- ثانية ، فاستأذن عمر -رضي الله عنه- بالجلوس فأذن له000
وكان -صلى الله عليه وسلم- أقسم أن لا يدخل على نسائه شهراً من شدّة مَوْجدَتِهِ عليهنّ ، حتى عاتبه الله تعالى ونزلت هذه الآية في عائشة وحفصة لأنهما البادئتان في مظاهرة النبي -صلى الله عليه وسلم-000والآية التي تليها في أمهات المؤمنين000
قال تعالى ( إِن تَتُوبَا إلى اللهِ فقد صَغَتْ قُلُوبُكُما وإن تَظَاهرا عَلَيه فإنّ اللهَ هوَ مَوْلاهُ وجِبريلُ وَصَالِحُ المؤمنين والملائكة بعد ذلك ظهيرٌ ** عسى رَبُّهُ إن طلَّقَكُنَّ أن يُبْدِلَهُ أزواجاً خَيْراً منكُنَّ مُسْلِماتٍ مؤمناتٍ قانتاتٍ تائباتٍ عابداتٍ سائِحاتٍ ثَيَّباتٍ وأبكاراً )000سورة التحريم آية ( 4 - 5 )000
فما كان منهن وآيات الله تتلى على مسامعهن إلا أن قلنَ 000
قال تعالى ( سمعنا وأطعنا غفرانك ربّنا وإليك المصير )000
وارِثة المصحف
لقد عكِفَـت أم المؤمنين حفصـة على تلاوة المصحف وتدبُّره والتأمـل فيه ، مما أثار انتباه أمير المؤمنين عمر -رضي الله عنه- مما جعله يُوصي الى ابنته ( حفصة ) بالمصحف الشريف الذي كُتِبَ في عهد أبي بكر الصدّيق بعد وفاة النبي -صلى الله عليه وسلم- ، وكتابته كانت على العرضة الأخيرة التي عارضها له جبريل مرتين في شهر رمضان من عام وفاته -صلى الله عليه وسلم-000ولمّا أجمع الصحابة على أمر أمير المؤمنين عثمان بن عفان في جمع الناس على مصحف إمامٍ ينسخون منه مصاحفهم ، أرسل أمير المؤمنين عثمان الى أم المؤمنين حفصة -رضي الله عنها- ( أن أرسلي إلينا بالصُّحُفِ ننسخها في المصاحف )000فحفظت أم المؤمنين الوديعة الغالية بكل أمانة ، وصانتها ورعتها000
وفاتها
وبقيت حفصة عاكفة على العبادة ، صوّامة قوّامة إلى أن توفيت أول ما بويع معاوية سنة إحدى وأربعين ، وشيّعها أهل المدينة الى مثواها الأخير في البقيع مع أمهات المؤمنين - رضي الله عنهن-000
العميد
11th December 2003, 10:01
زينب بنت خزيمة
هي زينب بنت خزيمة بن عبد الله بن عمر بن عبد مناف بن هلال بن عامر بن
صعصعة الهلاليـة ، أم المؤمنين زوج الرسول -صلى الله عليه وسلم- وكانت
أخت أم المؤمنيـن ( ميمونة بنت الحارث ) لأمها ، ولِدَت قبل البعثـة في مكة
بثلاث عشرة سنة تقريباً ، كانت زوجة عبد الله بن جحش فاستشهد بأحد فخطبها
الرسـول -صلى الله عليه وسلم- بعد انقضاء عدّتها الى نفسها ، فجعلت أمرها
إليه000تزوجها في السنة الثالثـة للهجرة بعد حفصـة ، وأقامت عند الرسول
ثمانية أشهر وتوفيت في سنة أربع للهجرة000
الزواج المبارك
أرسل الرسول -صلى الله عليه وسلم- الى ( زينب بنت خزيمة ) يخطبها الى نفسه ، وما أن يصل الخبر الى المهاجرة الصابرة التي أفجعها فراق زوجها الشهيد عبد الله بن جحش في غزوة أحد ، امتلأت نفسها سعادة ورضا من التكريم النبوي لها ، فهي ستكون إحدى زوجاته -عليه أفضل الصلاة والسلام- فما كان منها إلا أن أرسلت الى الرسول -صلى الله عليه وسلم- ( أني جعلت أمر نفسي إليك )000وتزوجها الرسول الكريم في شهر رمضان من السنة الثالثة للهجرة ولم تمكث عنده إلا أشهراً وتوفيت -رضي الله عنها-000
أم المساكين
لقد أقلّت كتب السيرة والتراجم من ذكر أخبار السيدة زينب لقصر فترة اقامتها عند رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ، ولكنها كانت أفضل أمهات المؤمنين في حب المساكين والإحسان إليهم ، لتكون حقاً ( أم المساكين )000فقد كانت تطعمهم وتتصدق عليهم000
و توفيت في شهر ربيع الآخر سنة أربع ، وعاشت ثلاثين سنة ، رضي الله عنها وأرضاها000
العميد
21st December 2003, 21:47
(ابنة زاد الركب)
أم سلمة هند بنت أمية بن المغيرة المخزومية كانت تحت زوجها وابن عمها عبد الله بن عبد الأسد المخزومي وهي من السابقين إلى الإسلام .
رافقت زوجها إلى الحبشة فرارا بدينها ولما عاد إلى مكة و الهجرة مع زوجته إلى المدينة صدها قومها وانتزعوها منه هي وابنها سلمة، ثم انتزع بنو الأسد آل سلمة ابنها من أمها بالقوة حتى خلعوا فكانت كل يوم تخرج إلى الأبطح تبكي حتى شفع فيها شافع من قومها فأعطوها ولدها فرحلت بعيدا ووضعت ابنها في حجرها وهاجرت معه.
وفي غزوة أحد أصيب زوجها بجرح عميق وبعد شهور توفي من هذا الجرح، وكانت أم سلمة عندها من الأولاد من زوجها أربعة هم: برة وسلمة، وعمر، ودرة خطبها بعد ذلك أبو بكر- رضي الله عنه-فلم تقبل. وكان رسول الله يفكر في أمر هذه المرأة الكريمة والمؤمنة الصادقة والوفية الصابرة.
وبينما كانت تدبغ إهابا لها في أحد الأيام استأذن عليها رسول فأذنت له، ووضعت له وسادة من أدم حشوها ليف، فقعد عليها وخطبها إلى نفسها فقالت: مرحبا برسول الله اني امرأة غيرى (غيورة) وإني مصيبة وأنه ليس أحد من أوليائي شاهد وأنا كبيرة فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم: أما قولك: إني مصبية فإن الله سيكفيك صبيانك، وأما قولك أني غيرى فسأدعو الله يذهب غيرتك، وأما الأولياء فليس أحد منهم شاهد ولا غائب إلا سيرضاني. وأما ما ذكرت من الكبر فأنا أكبر منك. فقالت أم سلمة بنت زاد الراكب لابنها سلمة: يا سلمة قم فزوج رسول الله صلى الله عليه وسلم. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أما أني لا أنقضك مما أعطيت أختك فلانة.. رحبين وجرتين ووسادة. تروجها رسول الله صلى الله عليه وسلم وقام بتربية أيتامها فكان الأب الرحيم.
كانت- رضي الله عنها- من النساء العاقلات الناضجات، ومن ذلك ما حدث يوم الحديبية حين أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم أصحابه أن يتحروا بعد أن فرغ من توقيع عقد الصلح مع وفد قريش ولم يفعلوا وحرر النبي طلبه بالنحر ثلاث مرات دون أن يجيبه أحد. فدخل على أم سلمة وهو حزين، فذكر لها ما كان من أمر المسلمين وإعراضهم عن أمره فقالت- رضي الله عنها-: يا رسول الله أتحب ذلك، اخرج فلا تكلم أحدا منهم كلمة حتى تنحر بدنتك وتدعو حالقك فيحلقك.
فقام وخرج، ولم يكلم أحداً حتى نحر بدنته ودعا حالقه فحلقه. فلما رأى الناس ذلك قاموا فنحروا فجعل بعضهم يحلق بعضاً.
وفي شهر ذي القعدة من العام التاسع والخمسين للهجرة أسلمت روحها الطاهرة إلى خالقها وقد كانت تبلغ من العمر أربعاً وثمانين سنة فكانت آخر أمهات المؤمنين موتاً رضي الله عنها.
العميد
9th January 2004, 20:40
(أطول زوجات النبي يدا)
أم المؤمنين زينب بنت جحش بن رئاب، أمها أميمة بنت المطلب اسمها برة، ولما دخل عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم سماها زينب ابنة عم النبي صلى الله عليه وسلم كانت عند زيد مولى النبي صلى الله عليه وسلم، وبعد أن طلقها زيد زوجها الله تبارك وتعالى نبيه بنص كتابه، بلا ولي ولا شاهد قال تعالى: {وإذ تقول للذي أنعم الله عليه وأنعمت عليه أمسك عليك زوجك واتق الله وتخفي في نفسك ما الله مبديه وتخشى الناس والله أحق أن تخشاه فلما قضى زيد منها وطرا زوجناكها لكيلا يكون على المؤمنين حرج في أزواج أدعيائهم إذا قضوا منهن وطرا وكان أمر الله مفعولا) [الأحزاب:37].
كانت رضي الله عنها، صالحة، تقية، صادقة، وقد شهدت لها بذلك عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها فقالت: (وكانت زينب امرأة صناع اليدين فكانت تدبغ وتخرز وتتصدق به في سبيل الله.. لقد ذهبت حميدة متعبدة مفزع اليتامى والأرامل) وفي صحيح مسلم عن عائشة أيضاً قالت: (كانت زينب بنت جحش تساميني في المنزلة عند رسول الله صلى الله عليه وسلم ما رأيت امرأة خيرا من زينب أتقى لله، وأصدق حديثاً وأوصل للرحم، وأعظم صدقة رضي الله عنها) .
وعن برزة بنت رافع قالت: (أرسل عمر إلى زينب بعطائها. فقالت:غفر الله لعمر، غيري كان أقوى على قسم هذا. قالوا: كله لك. قالت: سبحان الله ! واستترت منه بثوب وقالت: صبوه واطرحوه عليه ثوبا، وأخذت تفرقه في أرحامها وأيتامها، وأعطتني ما بقي، فوجدناه خمسة وثمانين درهما. ثم رفعت يدها إلى السماء فقالت: اللهم لا يدركني عطاء عمر بعد عامي هذا .
فتوفيت- رحمها الله- قبل أن تدرك عطاء العام التالي.
لقد قال صلى الله عليه وسلم لأزواجه: (أسرعكن لحاقا بي أطولكن يدا..) فكنا إذا اجتمعن بعده نمد أيدينا في الجدار، نتطاول: فلم نزل نفعله حتى توفيت زينب بنت جحش، ولم تكن بأطولنا، فعرفنا حينئذ أن النبي صلى الله عليه وسلم إنما أراد طول اليد بالصدقة).
حضرتها الوفاة سنة عشرين ولها من العمر ثلاث وخمسون سنة فرحم الله زينب أطول أزواجه صلى الله عليه وسلم يدا.
vBulletin® v3.8.7, Copyright ©2000-2024, TranZ by Almuhajir