رمح الشمال
20th February 2003, 01:03
دخل أحد السلف أحد المزارع وكان جائعاً متعباً فشدته نفسه لأن يأكل
وبدأت المعدة تقرقر فأطلق عينيه في الأشجار فرأى تفاحة فمد يده إليها
ثم أكل نصفها بحفظ الله ورعايته ثم شرب من ماء نهر بجانب المزرعة ،
لكن انتبه بعد ذلك من غفلته بسبب الجوع وقال لنفسه : ويحك كيف تأكل
من
ثمار غيرك دون استئذان وأقسم ألا يرحل حتى يدرك صاحب المزرعة يطلب
منه
أن يحلل له ما أكل من هذه التفاحة فبحث حتى وجد داره فطرق عليه الباب
فلما خرج صاحب المزرعة استفسر عن ما يريد .. قال صاحبنا :" دخلت
بستانك الذي بجوار النهر وأخذت هذه التفاحة وأكلت نصفها ثم تذكرت
أنها
ليست لي وأريد منك أن تعذرني في أكلها وأن تسامحني عن هذا الخطأ فقال
الرجل:" لا أسامحك ولا أسمح لك أبداً إلا بشرط واحد " قال صاحبنا وهو
(ثابت بن النعمان) :" وما هو هذا الشرط؟" قال صاحب المزرعة :" أن
تتزوج ابنتي " قال ثابت : أتزوجها قال الرجل : " ولكن انتبه إن ابنتي
عمياء لا تبصر ، وخرساء لا تتكلم ، وصماء لا تسمع " وبدأ ثابت بن
النعمان يفكر ويقدر - أنعم بها من ورطة - ماذا يفعل؟ ثم علم أن
الابتلاء بهذه المرأة وشأنها وتربيتها وخدمتها خير من أن يأكل الصديد
في جهنم جزاء ما أكله من التفاحة وما الأيام وما الدنيا إلا أياماً
معدودات، فقبل الزواج على مضض وهو يحتسب الأجر والثواب من الله رب
العالمين. وجاء يوم الزفاف وقد غلب الهم على صاحبنا " كيف أدخل على
امرأة لا تتكلم ولا تبصر ولا تسمع فاضطرب حاله وتمنى أن لو تبتلعه
الأرض قبل هذه الحادثة ولكنه توكل على الله وقال "لا حول ولا قوة إلا
بالله وإنا لله وإنا إليه راجعون ودخل عليها يوم الزفاف فإذا بهذه
المرأة تقوم إليه وتقول له السلام عليك ورحمة الله وبركاته فلما نظر
إليها تذكر ما يتخيله عن الحور العين في الجنة. قال بعد صمت ما هذا ؟
إنها تتكلم وتسمع وتبصر فأخبرها بما قال عنها أبوها قالت :" صدق أبي
ولم يكذب " قال أصدقيني الخبر قالت :" أبي قال عني أنني خرساء لأنني
لم أتكلم بكلمة حرام ولا تكلمت مع رجل لا يحل لي .. وإنني صماء لأنني
ما جلست في مجلس فيه غيبة ونميمة ولغو .. وإنني عمياء لأنني لم أنظر
إلى أي رجل لا يحل لي" فانظر واعتبر بحال هذا الرجل التقي وهذه
المراة
التقية وكيف جمع الله بينهما.
وبدأت المعدة تقرقر فأطلق عينيه في الأشجار فرأى تفاحة فمد يده إليها
ثم أكل نصفها بحفظ الله ورعايته ثم شرب من ماء نهر بجانب المزرعة ،
لكن انتبه بعد ذلك من غفلته بسبب الجوع وقال لنفسه : ويحك كيف تأكل
من
ثمار غيرك دون استئذان وأقسم ألا يرحل حتى يدرك صاحب المزرعة يطلب
منه
أن يحلل له ما أكل من هذه التفاحة فبحث حتى وجد داره فطرق عليه الباب
فلما خرج صاحب المزرعة استفسر عن ما يريد .. قال صاحبنا :" دخلت
بستانك الذي بجوار النهر وأخذت هذه التفاحة وأكلت نصفها ثم تذكرت
أنها
ليست لي وأريد منك أن تعذرني في أكلها وأن تسامحني عن هذا الخطأ فقال
الرجل:" لا أسامحك ولا أسمح لك أبداً إلا بشرط واحد " قال صاحبنا وهو
(ثابت بن النعمان) :" وما هو هذا الشرط؟" قال صاحب المزرعة :" أن
تتزوج ابنتي " قال ثابت : أتزوجها قال الرجل : " ولكن انتبه إن ابنتي
عمياء لا تبصر ، وخرساء لا تتكلم ، وصماء لا تسمع " وبدأ ثابت بن
النعمان يفكر ويقدر - أنعم بها من ورطة - ماذا يفعل؟ ثم علم أن
الابتلاء بهذه المرأة وشأنها وتربيتها وخدمتها خير من أن يأكل الصديد
في جهنم جزاء ما أكله من التفاحة وما الأيام وما الدنيا إلا أياماً
معدودات، فقبل الزواج على مضض وهو يحتسب الأجر والثواب من الله رب
العالمين. وجاء يوم الزفاف وقد غلب الهم على صاحبنا " كيف أدخل على
امرأة لا تتكلم ولا تبصر ولا تسمع فاضطرب حاله وتمنى أن لو تبتلعه
الأرض قبل هذه الحادثة ولكنه توكل على الله وقال "لا حول ولا قوة إلا
بالله وإنا لله وإنا إليه راجعون ودخل عليها يوم الزفاف فإذا بهذه
المرأة تقوم إليه وتقول له السلام عليك ورحمة الله وبركاته فلما نظر
إليها تذكر ما يتخيله عن الحور العين في الجنة. قال بعد صمت ما هذا ؟
إنها تتكلم وتسمع وتبصر فأخبرها بما قال عنها أبوها قالت :" صدق أبي
ولم يكذب " قال أصدقيني الخبر قالت :" أبي قال عني أنني خرساء لأنني
لم أتكلم بكلمة حرام ولا تكلمت مع رجل لا يحل لي .. وإنني صماء لأنني
ما جلست في مجلس فيه غيبة ونميمة ولغو .. وإنني عمياء لأنني لم أنظر
إلى أي رجل لا يحل لي" فانظر واعتبر بحال هذا الرجل التقي وهذه
المراة
التقية وكيف جمع الله بينهما.