المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : لافتــــــــات


العميد
28th February 2005, 23:23
لافتات هو عنوان قصائد الشاعر العراقي الساخر احمد مطر حيث ولد في مطلع الخمسينات في قرية التنومة إحد نواحي شط العرب في البصرة . وعاش فيها مرحلة الطفولة ,قبل أن تنتقل أسرته , وهو في مرحلة الصبا لتقيم عبر النهر في محلة الأصمعي .وفي سن الرابعة عشر بدأ مطر يكتب الشعر , ولم تخرج قصائده الأولى عن نطاق الغزل والومانسية , لكن سرعان ما تكشَفت له خفايا
الصراع بين السلطة والشعب , فالأقى بنفسه في فتره مبكرة من عمره , في دائرة النار , حيث لم تطاوعه نفسه عن الصمت , ولا على ارتداء ثياب العرس في المأتم .
فدخل المعترك السياسي من خلال مشاركته في الإحتفالت العامة بإلقاء قصائده من هذه المنصة وكانت هذه القصائد في بداياتها طويله , تصل إلى أكثرمن مئة بيت مشحونه بقوة عالية من التحريض _ مما اضطر الشاعر في النهاية إلى توديع وطنه ومرابع صباه والتوجه إلى الكويت هارباً من مطاردة السلطة .
وفي الكويت عمل في جريه القبس محرراً ثقافياً وكان آنذاك في العشرينات من عمره . ثم نفي من الكويت إلى لندن .



البكاء الأبيض

كنت طفلا
عندما كان أبي يعمل جنديا
بجيش العاطلين!
لم يكن عندي خدين.
قيل لي
إن ابن عمي في عداد الميتين
وأخي الأكبر في منفاه، والثاني سجين.
لكنِ الدمعة في عين أبي
سر دفين.
كان رغم الخفض مرفوع الجبين.
غير أني، فجأة،
شاهدته يبكي بكاء الثاكلين!
قلت: ماذا يا أبي؟!
رد بصوت لا يبين:
ولدي.. مات أمير المؤمنين.
نازعتني حيرتي
قلت لنفسي:
يا ترى هل موته ليس كموت الآخرين؟!
كيف يبكيه أبي، الآن،
ولم يبكِ الضحايا الأقربين؟!
**
ها أنا ذا من بعد أعوام طوال
أشتهي لو أنني
كنت أبي منذ سنين.
كنت طفلاً..
لم أكن أفهم ما معنى
بكاء الفرِحِين!

العميد
2nd March 2005, 12:05
أمير المخبرين

تهت عن بيت صديقي، فسألت العابرين ،

قيل لي امش يسارا، سترى خلفك بعض المخبرين ،

حد لدى أولهم ، سوف تلاقي مخبرا يعمل في نصب كمين،

اتجه للمخبر البادي، أمام المخبر الكامن،

واحسب سبعة ، ثم توقف،

تجد البيت وراء المخبر الثامن في أقصى اليمين ؛

سلم الله أمير المخبرين ،

فلقد أتخم بالأمن بلاد المسلمين ،

أيها الناس اطمئنو، هذه أبوابكم محروسة في كل حين ،

.فادخلوها بسلام آمنين

العميد
5th March 2005, 14:07
زار الرئيس المؤتمن

بعض ولايات الوطن

و حين زار حـيّـنـا

قال لنا :

هاتوا شكواكم بصدق في العلن

و لا تخافوا أحدا .. فقد مضى ذاك الزمن .


فقال صاحبي حسن :

يا سيدي

أين الرغيف و اللبن ؟

و أين تأمين السكن ؟

و أين توفير المهن ؟

و أين توفير الدواء للمريض بلا ثمن ؟


يا سيدي

لم نر من ذلك شيئا فى السر أو العلن


قال الرئيس المؤتمن

أحرق ربي جسدي !!!

أكل هذا حاصل في بلدي ؟!!

شكرا على صدقك في تنبيهنا يا ولدي

سوف ترى الخير غدا



و بعد عام زارنا

و مرة ثانية قال لنا :

هاتوا شكواكم بصدق في العلن

و لا تخافوا أحدا .. فقد مضى ذاك الزمن .



لم يشتكي الناس..

فقمت معلنا:

أين الرغيف و اللبن ؟

و أين تأمين السكن ؟

و أين توفير المهن ؟

و أين توفير الدواء للمريض بلا ثمن ؟

معذرة سيدي..

و أين صاحبي حسن؟؟

العميد
8th March 2005, 09:56
بيت وعشرون راية

أسرتنا بالغة الكرم ،

تحت ثراها غنم حلوبة، وفوقه غنم ،

تأكل من أثدائها وتشرب الألم ،

لكي تفوز بالرضى من عمنا صنم ،

أسرتنا فريدة القيم ،

وجودها عدم ،

جحورها قمم ،

لاآتها نعم ،

والكل فيها سادة لكنهم خدم ،

أسرنا مؤمنة تطيل من ركوعها، تطيل من سجودها ،

وتطلب النصر على عدوها من هيئة الأمم ،

أسرتنا واحدة تجمعها أصالة، ولهجة، ودم ،

وبيتنا عشرون غرفة به ، لكن كل غرفة من فوقها علم ،

يقول إن دخلت في غرفتنا فأنت متهم ،

.أسرتنا كبيرة ، وليس من عافية أن يكبر الورم

ابوهلا
8th March 2005, 14:59
رائع يا ابو زيد وتفاجئنا بالروائع دائما



شكرا لك ولقلمك المتجدد والمتنوّع دائما



اختيار موفق للافتات هذا الشاعر الجريء بغض النظر عن توجهه وفكره الا انه يكتب مايشعر به الأخرين بأبداع








الف شكر



.

العميد
17th March 2005, 13:30
تسلم اخى العزيز : ابو هيا على المرور

العميد
17th March 2005, 13:33
جاهلية
في زمان الجاهلية
كانت الأصنام من تمر،
وإن جاع العباد،
فلهم من جثة المعبود زاد؛
وبعصر المدنية،
صارت الأصنام تأتينا من الغرب
ولكن بثياب عربية،
تعبد الله على حرف، وتدعو للجهاد
وتسب الوثنية،
وإذا ما استفحلت، تأكل خيرات البلاد،
وتحلي بالعباد؛
رحم الله زمان الجاهلية!