الراشد
25th May 2004, 10:00
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بسم الله الرحمن الرحيم
لما وقعت الحرب بين مصر والحبشة في زمن الخديوي إسماعيل ، وتوالت الهزائم
على مصر ، ضاق صدر الخديوي بذلك ، فركب يوما مع شريف باشا وسأله :
ماذا تصنع حينما تلم بك ملمة تريد أن تدفعها ؟
فقال : يا أفندينا ، إن الله عودني إذا حاق بي شيء من هذا أن ألجأ إلى
صحيح البخاري يقرؤه لي علماء أطهار الأنفاس فيفـرّج الله عني ..
فقال الخديوي : كلم شيخ الجامع الأزهر بهذا ..
فجمع له شريف باشا من صلحاء العلماء جمعا ، وأخذوا يقرؤون في صحيح البخاري ..
ومع ذلك فقد ظلت أخبار الهزائم تتوالى !! فذهب الخديوي
ومعه شريف باشا إلى العلماء وقال لهم محنقا :
إما أن هذا الذي تقرؤونه ليس صحيح البخاري ، أو أنكم لستم العلماء الذين
نعهدهم من رجال السلف الصالح ، فإن الله لم يدفع بكم ولا بتلاوتكم شيئا !!
فسكت العلماء لذلك ، فابتدره عالم من آخر الصف يقول له :
" منك يا إسماعيل ، فإنا روينا عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال :
] لتأمرن بالمعروف ، ولتنهون عن المنكر ، أو ليسلطن الله عليكم شراركم
فيدعو خياركم فلا يستجاب لهم [ ..
فانصرف الخديوي ومعه شريف باشا ولم ينبسا بكلمة واحدة ..
فجاء شريف باشا بعد قليل يسأل :
أين الشيخ القائل للخديوي ما قال ؟
فقال : أنا ..
فأخذه وقام ، فصار العلماء يودعونه وداع من لا يأمل أن يرجع ، وسار شريف باشا
إلى أن دخلا على الخديوي في قصره ، فإذا به قاعد في البهو ، وأمامه كرسي
أجلس عليه الشيخ ، وقال له :
أعد ما قلته في الأزهر ..
فأعاد الشيخ كلمته ، وردد الحديث وشرحه .. فقال له الخديوي :
وماذا صنعنا حتى ينزل بنا هذا البلاء ؟
قال له : يا أفندينا .. أليست القوانين قد أباحت الربا ؟
أليس الزنا برخصة ؟
أليس الخمر مباحا ؟؟؟
فكيف ترجو النصر من السماء وأنتم تنتهكون حرماته على الأرض ؟!!
فقال الخديوي : وماذا نصنع وقد عاشرنا الأجانب ، وهذه مدنيتهم ؟
فأجابه العالم : إذن .. فما ذنب البخاري !! وما حيلة العلماء ؟؟؟؟
بسم الله الرحمن الرحيم
لما وقعت الحرب بين مصر والحبشة في زمن الخديوي إسماعيل ، وتوالت الهزائم
على مصر ، ضاق صدر الخديوي بذلك ، فركب يوما مع شريف باشا وسأله :
ماذا تصنع حينما تلم بك ملمة تريد أن تدفعها ؟
فقال : يا أفندينا ، إن الله عودني إذا حاق بي شيء من هذا أن ألجأ إلى
صحيح البخاري يقرؤه لي علماء أطهار الأنفاس فيفـرّج الله عني ..
فقال الخديوي : كلم شيخ الجامع الأزهر بهذا ..
فجمع له شريف باشا من صلحاء العلماء جمعا ، وأخذوا يقرؤون في صحيح البخاري ..
ومع ذلك فقد ظلت أخبار الهزائم تتوالى !! فذهب الخديوي
ومعه شريف باشا إلى العلماء وقال لهم محنقا :
إما أن هذا الذي تقرؤونه ليس صحيح البخاري ، أو أنكم لستم العلماء الذين
نعهدهم من رجال السلف الصالح ، فإن الله لم يدفع بكم ولا بتلاوتكم شيئا !!
فسكت العلماء لذلك ، فابتدره عالم من آخر الصف يقول له :
" منك يا إسماعيل ، فإنا روينا عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال :
] لتأمرن بالمعروف ، ولتنهون عن المنكر ، أو ليسلطن الله عليكم شراركم
فيدعو خياركم فلا يستجاب لهم [ ..
فانصرف الخديوي ومعه شريف باشا ولم ينبسا بكلمة واحدة ..
فجاء شريف باشا بعد قليل يسأل :
أين الشيخ القائل للخديوي ما قال ؟
فقال : أنا ..
فأخذه وقام ، فصار العلماء يودعونه وداع من لا يأمل أن يرجع ، وسار شريف باشا
إلى أن دخلا على الخديوي في قصره ، فإذا به قاعد في البهو ، وأمامه كرسي
أجلس عليه الشيخ ، وقال له :
أعد ما قلته في الأزهر ..
فأعاد الشيخ كلمته ، وردد الحديث وشرحه .. فقال له الخديوي :
وماذا صنعنا حتى ينزل بنا هذا البلاء ؟
قال له : يا أفندينا .. أليست القوانين قد أباحت الربا ؟
أليس الزنا برخصة ؟
أليس الخمر مباحا ؟؟؟
فكيف ترجو النصر من السماء وأنتم تنتهكون حرماته على الأرض ؟!!
فقال الخديوي : وماذا نصنع وقد عاشرنا الأجانب ، وهذه مدنيتهم ؟
فأجابه العالم : إذن .. فما ذنب البخاري !! وما حيلة العلماء ؟؟؟؟