أبو الحارث
18th December 2003, 10:47
اترك المستقبل حتى يأتي
{أتى أمر الله فلا تستعجلوه} لا تستبق الأحداث ،أتريد اٍجهاض الحمل قبل تمامه؟! وقطف الثمرة قبل النضج؟! إن غدا مفقود لا حقيقة له, ليس له وجود , ولا طعم , ولا لون , فلماذا نشغل أنفسنا به , ونتوجس من مصائبه , ونهتم لحوادثه . نتوقع كوارثه , ولا ندري هل يحال بيننا وبينه , أو نلقاه , فإذا هو سرور وحبور؟! المهم أنه في عالم الغيب لم يصل إلى الأرض بعد ، إن علينا أن لا نعبر جسرا حتى نأتيه ، ومن يدري؟ لعلنا نقف قبل وصول الجسر ، أو لعل الجسر ينهار قبل وصولنا ، وربما وصلنا الجسر ومررنا عليه بسلام .
إن إعطاء الذهن مساحة أوسع للتفكير في المستقبل وفتح كتاب الغيب ثم الاكتواء بالمزعجات المتوقعة ممقوتٌ شرعاً ، لأنه طول أمل وهو مذموم عقلا لأنه مصارعة للظل . إن كثيرا من هذا العالم يتوقع في مُستقبله الجوع والعري والمرض والفقر والمصائب ، وهذا كله من مقررات مدارس الشيطان : { الشيطان يعدكم الفقر ويأمركم بالفحشاء والله يعدكم مغفرة منه وفضلا } .
كثيرٌ هم الذين يبكون ، لأنهم سوف يجوعون غداً ، وسوف يمرضون بعد سنة ، وسوف ينتهي العالم بعد مائه عام . إن الذي عمره في يد غيره لا ينبغي له أن يراهن على العدم ، والذي لا يدري متى يموت لا يجوز له الاشتغال بشيء مفقود لا حقيقة له .
اترك غداً حتى يأتيك ، لا تسأل عن أخباره ، لا تنتظر زحوفه ، لأنك مشغول باليوم .
وإن تعجب فعجبٌ هؤلاء يقترضون الهم نقداً ليقضوه نسيئه في يوم لم يُشرق شمسه ولم ير النور ، فحذار من طول الأمل .
منقول
{أتى أمر الله فلا تستعجلوه} لا تستبق الأحداث ،أتريد اٍجهاض الحمل قبل تمامه؟! وقطف الثمرة قبل النضج؟! إن غدا مفقود لا حقيقة له, ليس له وجود , ولا طعم , ولا لون , فلماذا نشغل أنفسنا به , ونتوجس من مصائبه , ونهتم لحوادثه . نتوقع كوارثه , ولا ندري هل يحال بيننا وبينه , أو نلقاه , فإذا هو سرور وحبور؟! المهم أنه في عالم الغيب لم يصل إلى الأرض بعد ، إن علينا أن لا نعبر جسرا حتى نأتيه ، ومن يدري؟ لعلنا نقف قبل وصول الجسر ، أو لعل الجسر ينهار قبل وصولنا ، وربما وصلنا الجسر ومررنا عليه بسلام .
إن إعطاء الذهن مساحة أوسع للتفكير في المستقبل وفتح كتاب الغيب ثم الاكتواء بالمزعجات المتوقعة ممقوتٌ شرعاً ، لأنه طول أمل وهو مذموم عقلا لأنه مصارعة للظل . إن كثيرا من هذا العالم يتوقع في مُستقبله الجوع والعري والمرض والفقر والمصائب ، وهذا كله من مقررات مدارس الشيطان : { الشيطان يعدكم الفقر ويأمركم بالفحشاء والله يعدكم مغفرة منه وفضلا } .
كثيرٌ هم الذين يبكون ، لأنهم سوف يجوعون غداً ، وسوف يمرضون بعد سنة ، وسوف ينتهي العالم بعد مائه عام . إن الذي عمره في يد غيره لا ينبغي له أن يراهن على العدم ، والذي لا يدري متى يموت لا يجوز له الاشتغال بشيء مفقود لا حقيقة له .
اترك غداً حتى يأتيك ، لا تسأل عن أخباره ، لا تنتظر زحوفه ، لأنك مشغول باليوم .
وإن تعجب فعجبٌ هؤلاء يقترضون الهم نقداً ليقضوه نسيئه في يوم لم يُشرق شمسه ولم ير النور ، فحذار من طول الأمل .
منقول